درجة حديث: (أنت وليي في الدنيا والآخرة) ومعناه

0 260

السؤال

أرجو شرح هذا الحديث إن ثبتت صحته.
بغيه الرائد، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي، الجزء التاسع، ص 146‏، حديث-14665‏
وعن علي لما نزلت هذه الآية:(وأنذر عشيرتك ‏الأقربين) قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، ‏فاجتمع له ثلاثون رجلا، فأكلو أو شربوا. قال: فقال لهم: (من يضمن عني ديني ومواعيدي ‏ويكون معي
في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي) فقال رجل لم ‏يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت بحرا من ‏يقوم بهذا ؟قال: ثم قال الآخر فعرض ذلك على ‏أهل بيته فقال علي: أنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكلم المحدث الألباني على هذا الحديث بما لا مزيد عليه، فقال كما في السلسلة الضعيفة  ...فقد رواه شريك عن الأعمش عن المنهال به، ولفظه: "من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟! ".أخرجه أحمد (1/ 111) ، وعنه الضياء المقدسي (476 - بتحقيقي) ، والبزار (2418) . وقال الهيثمي (9/ 113) : "وإسناده جيد"! كذا قال! ورجاله ثقات؛ غير عباد بن عبد الله الأسدي؛ فإنه ضعيف. وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ؛ ولذلك لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة كما يأتي. لكن له طريق أخرى بلفظ: ".. فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟! ". أخرجه أحمد (1/ 159) من طريق أبي صادق عن ربيعة بن ناخذ عن علي. قلت: وإسناده جيد؛ لولا جهالة في ربيعة بن ناخذ؛ كما تقدم مرارا. ورواه ابن جرير أيضا في "التاريخ" (2/ 321) . ونقل السيوطي عنه أنه صححه؛ كما في "كنز العمال" (6/ 396/ 6045) . وله شاهد من حديث ابن عباس بلفظ: وقال لبني عمه:"أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " - قال: وعلي معه جالس - فأبوا. فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال:"أنت وليي في الدنيا والآخرة". ليس فيه ذكر للخلافة مطلقا. أخرجه أحمد (1/ 330-331) ، وعنه الحاكم (3/ 132-134) ، والنسائي في "الخصائص" (ص 6-7) في حديث طويل؛ فيه عشر خصائص لعلي رضي الله عنه هذه إحداها. وقال الحاكم:"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا؛ على ضعف في أحد رواته لا يقبل ما يتفرد به، كما يشير إليه قول الهيثمي (9/ 120) : "ورجال أحمد رجال "الصحيح"؛ غير أبي بلج الفزاري؛ وهو ثقة، وفيه لين". قلت: فهذه الطرق يدل مجموعها على أن الخلافة المذكورة في هذا الحديث - وكذا في غيره مما لم نذكره هنا - إنما هي خلافة خاصة في أهله - صلى الله عليه وسلم - وعشيرته.....إلى أن قال رحمه الله تعالى :وقد أحسن بيان ذلك الإمام ابن كثير؛ فقال - عقب الطرق المتقدمة -: "فهذه طرق متعددة لهذا الحديث عن علي رضي الله عنه، ومعنى سؤاله - صلى الله عليه وسلم - لأعمامه وأولادهم أن يقضوا عنه دينه ويخلفوه في أهله، يعني: إن قتل في سبيل الله؛ كأنه خشي إذا قام بأعباء الإنذار أن يقتل، فلما أنزل الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) ؛ فعند ذلك أمن. وكان أولا يحرس حتى نزلت هذه الآية: (والله يعصمك من الناس) ، ولم يكن أحد في بني هاشم - إذ ذاك - أشد إيمانا وإيقانا وتصديقا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من علي رضي الله عنه، ولهذا بدرهم إلى التزام ما طلب منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم كان بعد هذا - والله أعلم - دعاؤه الناس جهرة على الصفا، وإنذاره لبطون قريش عموما وخصوصا؛ حتى سمى من سمى من أعمامه، وعماته، وبناته لينبه بالأدنى على الأعلى؛ أي: إنما أنا نذير، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم". اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات