شروط المتصدي لإعراب القرآن الكريم

0 240

السؤال

ما حكم من يعرب القرآن وعلمه اللغوي قليلا, وقد يخطئ في الإعراب هل يأثم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه, أما بعد:

فإعراب القرآن أحد علوم الكتاب العزيز المهمة, والتي يستعان بها على تفهم معانيه, ومعرفة مراد الله تعالى بما خاطب به عباده، قال السيوطي: ومن فوائد هذا النوع: معرفة المعنى؛ لأن الإعراب يميز المعاني, ويوقف على أغراض المتكلمين. انتهى. ولذا اشترط أهل العلم في المتصدي لإعراب القرآن أن يكون عارفا بالعربية متقنا لها لئلا يزل فيكون قائلا في كتاب الله بغير علم، قال السيوطي: وعلى الناظر في كتاب الله تعالى الكاشف عن أسراره النظر في الكلمة وصيغتها ومحلها: ككونها مبتدأ أو خبرا أو فاعلا أو مفعولا أو في مبادئ الكلام أو في جواب إلى غير ذلك, ويجب عليه مراعاة أمور: أحدها: وهو أول واجب عليه: أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الإعراب فإنه فرع المعنى... الثاني: أن يراعي ما تقتضيه الصناعة فربما راعى المعرب وجها صحيحا ولا ينظر في صحته في الصناعة فيخطئ.... الثالث: أن يكون مليا بالعربية لئلا يخرج على ما لم يثبت.. إلى آخر كلامه رحمه الله.

فإذا علمت أن هذه الأمور من التضلع في علم النحو ومعرفة العربية شرط في من يتصدى لإعراب القرآن تبين لك أن من ترك ما يجب عليه من ذلك فقال في إعراب القرآن بغير علم فهو آثم, ويخشى على متعاطي هذا أن يكون داخلا في الوعيد المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قال في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب فقد أخطأ. رواه أبو داود والترمذي، ولفظ الترمذي من حديث ابن عباس: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.

فالواجب الحذر من الخوض في كتاب الله تعالى تفسيرا، أو إعرابا، أو غير ذلك بغير علم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات