حكم من يسمع الغيبة ولا يقدر على الإنكار

0 308

السؤال

في درسي تطرح إحدى زميلاتي سؤالا مثلا فيستهزئ بها المدرس أحيانا, فتضحك زميلاتي اللاتي بجواري, وأحيانا أضحك أنا أيضا بسبب الكلام الذي وجهه المدرس لها بعد مجاهدة نفسي, فهل هذه غيبة؟ مع العلم أنها لا تسمعنا, وقد يحدث جفاء إذا ذهبت إلى من اغتبته لأستسمحه، فماذا علي؟
وأحيانا المدرس هو من يغتاب الآخرين, وأجد في نفسي الخجل من أن أقول له: كفى كلاما على الناس، ولا أستطيع أن أخرج من المجلس، وأنا لا أرضى بما يفعله, وقد أتعرض للإيذاء بالقول أو الفعل إذا ذببت عن عرض أخي المسلم في أي مجلس، فهل علي شيء؟
وفي مرة أخبرت أخي أني أفكر في أن أترك المدرسة وأذهب إلى مدرس آخر لأنه أكثر تفوقا منها, ولأن شرحه يريحني أكثر من شرحها، مع العلم أني ذكرت له أنها ممتازة، واستغفرت لها؛ لئلا نكون اغتبناها، فهل علي شيء؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد ضحك الشخص مما جرى أمامه مما لم يتسبب فيه لا يعتبر غيبة ولا سخرية، لأن الغيبة المحرمة هي: ذكر الشخص أخاه بما يكره، وانظري الفتوى رقم: 6710 .

وإذا كنت لا تقدرين على الإنكار على من يغتاب، ولا أن تذبي عن عرض المسلم في غيبته، وتخافي الإيذاء من وراء الإنكار فأنكري ذلك بقلبك، وهو أضعف الإيمان كما في الحديث، فإذا أنكرت بقلبك فليس عليك حرج بعد ذلك، لكن إذا قدرت على الإنكار في أي وقت فعليك الإنكار حسب مقدرتك، وانظري الفتويين: 62001 - 120542 .

وأما ما أخبرت به أخاك: فليس من الغيبة، وإنما هو إخبار عن انطباعاتك الشخصية حول بعض الأشخاص، وبيان علة إرادة النقل من مدرس إلى آخر، وتعريف أخيك بسبب هذه الإرادة في النقل وليس في هذا غيبة، وخاصة إذا كنت أردت النصيحة منه في الموضوع، وأيضا مع ثنائك عليها، وانظري فتوانا رقم: 65117 ، ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 174357 ، وهي حول ما يجب على من وقع في غيبة شخص ما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة