المذي لا يوجب الغسل، وصلاة من صلت وهي غير متأكدة أنه مذي

0 497

السؤال

شعرت بنزول المذي مني, ولكني كنت أرتب المنزل, وعندما انتهيت ذهبت إلى دورة المياه وجدت على الملابس الداخلية رطوبة, ولا أدري أهي مذي, أم رطوبة من الحركة, أم تعرق؟ وعندما مسحت الشفرين من الخارج وجدت رطوبة أيضا, ولا أدري أهي من الحركة والتعرق أم أنها مذي, وعندما شككت في الخارج بنيت على الأصل أنني طاهرة؛ لأنني لم أتيقن تماما أنه مذي, فلم أغسله حتى لا أوسوس, ولكنه كان يوجد مذي داخل الشفرين وقد شعرت بنزوله مني داخل الشفرين, ولكنني لا أعلم هل الذي على الملابس الداخلية مذي أم غيره, ولكنه يوجد داخل الشفرين مذي, وكان يغلب على ظني أنه مذي أحيانا, ولكني كنت أميل إلى أنه ليس بمذي, فقمت بالوضوء وصلاة الظهر, وصليت العصر والمغرب, وعند صلاة العشاء غلب على ظني أنه مذي - ولكنني غير متأكدة تمام التأكد, أو من الممكن أن تكون وسوسة - فقمت بالاغتسال حتى يهدأ بالي؛ لأنني طول اليوم لم يرتح بالي أبدا, فهل صلواتي التي صليتها صحيحة أم لا؟ وهل علي إعادتها؟ وهل علي غسل عباية الصلاة, وغسل البطانية والفراش لأنني نمت عليها أم لا؟ علما أننا في الشتاء, ويصعب غسل البطانيات جدا جدا؛ لأننا عادة لا نغسلها إلا كل سنوات طويلة - أي كل 3 سنوات أو قريبا منها - وكذلك يصعب غسل الفرش؛ لأنها مراتب فلا نستطيع غسلها إلا بصعوبة كبيرة, وإذا جلس أحد على الفراش فهل يجب عليه غسل الثوب والوضوء؟ وأخيرا: هل أنا طاهرة أم لا؟ لأنني لا أعلم هل كنت طاهرة أم لا؟ فأنا لم أستطع أن أحدد وأتخذ قرارا, وقد كنت عادية جدا, ولكني بعد تدقيقي في هذه المسائل أصبح عندي قليل من الوسوسة, فما الحكم؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فنقول ابتداء: إنه لا يجب الاغتسال بخروج المذي, وإنما يجب غسل ما أصابه المذي من الثياب فقط لأنه نجس, ولا يجب غسل كل العباية ولا البطانية ولا الفراش؛ لأن الأصل فيها الطهارة, ولا تنتقل إليها بمجرد الشك، فلا تفتحي على نفسك باب الوسوسة, واغتسالك لصلاة العشاء لأجل المذي ليس له ما يوجبه, والبلل الذي وجدته ولم تعلمي هل هو عرق أو رطوبة الفرج المعروفة أو مذي؟ فيمكنك التمييز بين هذه الأمور بأن المذي يخرج في الغالب عند التفكير في الشهوة, أو رؤية ما يهيجها, فإن سبق ذلك البلل شيء من هذا فالغالب أن يكون البلل مذيا, ولو صليت قبل غسله جهلا بأنه مذي فإن صلاتك صحيحة إذا كنت قد توضأت بعد خروجه, كما فهمناه من قولك - فقمت بالتوضؤ - قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: القول الراجح أنه إذا صلى بالنجاسة ناسيا، أو جاهلا، فإن صلاته صحيحه مثل لو أصاب ثوبه نجاسة تهاون في غسلها, أي: لم يبادر بغسلها ثم صلى ناسيا غسلها، فإن صلاته تصح؛ لقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا), وكذلك لو كان جاهلا بها لم يعلم بها إلا بعد أن صلى، فإن صلاته تصح ... اهــ . وانظري الفتوى رقم: 123577.

وإن لم يسبق ذلك البلل شيء مما يهيج الشهوة فإن الأصل عدم خروج المذي, ويبقى احتمال كونه عرقا أو رطوبة فرج, والعرق طاهر -كما هو معلوم- ورطوبة الفرج طاهرة أيضا على الصحيح كما بيناه في الفتوى رقم: 110928, فصلاتك صحيحة على كل حال.

ولا نخفي السائلة سرا إن قلنا: إننا نشعر أنها مصابة بوسوسة في موضوع النجاسة, فننصحها بعدم الاسترسال مع تلك الوسوسة, وأن تقطعها من أول الطريق حتى لا تنغص عليها عبادتها وحياتها, وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله تعالى أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة