التوسط بحكمة للإصلاح بين أم وابنها قربة عظيمة

0 232

السؤال

والدتي كانت متزوجه من رجل وانفصلت عنه وقد أنجبت منه ولدا وإن والدتي قد تنازلت عن الولد بسبب سوء تصرفه وبعدها ارتبطت بوالدي وأنجبتني وقد توفي والدي وسافرنا أنا وأمي إلى بلد عربي للعمل أريد أن أتصل بأخي وخصوصا وهو الآن ساكن لوحده ولكنني أخاف من معرفة والدتي بذلك وأنها تعاملني برقة وحنان منقطع النظير ولقد تصرف معها أخي بفظاظه عند انفصالها من أبيه وقد كان والده هو المخطئ أخبروني ماذا أفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي ينبغي عليك هو أن تسلك مسلك الحكمة في معالجة هذا الأمر، فإن الإصلاح من أعظم القربات، قال تعالى:لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [النساء:114].
ولمكانة الإصلاح جعله النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الأمور الثلاثة التي يرخص فيها الكذب، ففي الصحيحين من حديث أم كلثوم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية مسلم قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
فاستعمل كل أسلوب يقرب الشقة بينهما، بأن تخبر كل واحد من الطرفين أن الآخر يريد الإصلاح معه، أو أنه يحبه، وتحاول أن تعطي كل واحد منهما هدية باسم الآخر، لعل الله أن يوفق بينهما ويجعلك سببا في ذلك.
أما الاتصال بأخيك فلا شك أنه واجب. ولكن يمكنك أن تحقق ذلك بأي وسيلة اتصال من بريد أو هاتف ونحوهما دون السفر إليه ودون أن تطلع أمك على ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة