السؤال
ركعتا الضحى تجزئ عن صدقة لكل مفصل في جسم الإنسان، فهل يجوز قول التالي: (إن عدد مفاصل الإنسان 360 مفصلا وبذلك يكون له 360 صدقة, والحسنة بشعرة أمثالها - وقد تتضاعف أكثر - فتصبح 3600, والصلاة في المسجد النبوي الشريف بألف صلاة - تقليدا لمن يقول: إن جميع الصلوات داخل المسجد النبوي الشريف بألف صلاة - فتصبح ثلاثة ملايين و600 ألف صدقة) أم أن هذا من الأمور الغيبية؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الأمر من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله, وفضل الله واسع, والله يضاعف لمن يشاء ما يشاء, والأمر في مضاعفة الحسنات مبني أولا على قبول الله لها, فإن قبلها ضاعف لمن يشاء, وعلى المسلم ألا يشغل نفسه بمثل هذا, وليشغل نفسه بالعمل والإخلاص فيه, والإتقان له, وإيقاعه على مقتضى الشريعة حتى يتقبله الله منه, فهذا ما ينبغي له الحرص عليه, ففي الحديث: احرص على ما ينفعك. جاء في شرح النووي على صحيح مسلم: ومعناه: احرص على طاعة الله تعالى, والرغبة فيما عنده, واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك. اهـ
وإجزاء صلاة الضحى عن صدقة كل مفاصل البدن لا يعني أنها تحسب 360 صدقة, فالوارد في الحديث أنها تجزئ عن ذلك, وتقوم مقامها, قال في طرح التثريب في شرح التقريب: فيه فضل عظيم لصلاة الضحى لما دل عليه من أنها تقوم مقام ثلاثمائة وستين حسنة, قال ابن عبد البر: وهذا أبلغ شيء في فضل صلاة الضحى.
والله أعلم.