لا يضر الزوجة عدم عفو الزوج عنها إذا تابت توبة نصوحا

0 219

السؤال

أنا متزوجة منذ 4 سنين, وولدي عمره ثلاث سنوات ونصف, وأنا الآن حامل, ومررنا بفجوة - أنا وزوجي - في حياتنا, فابتعدنا عن بعض بسبب مشاكل عائلية, وكان من ضمنها حدوث سحر تفرقة لنا, وكم من مرة اكتشفنا طلاسم داخل ملابس زوجي، وسافرنا - أنا وهو - للدراسة في الخارج, وكنا بعيدين تمام البعد عن بعضنا, وأصبحت أفعل أشياء لأجل أن أقهره, ومنها كانت خيانتي لزوجي, وبعد أن رجعنا إجازة لأهلنا اكتشف زوجي موضوع الخيانة التي كنت أفعلها عن طريق برامج التواصل بالجوال, والمقابلات و و و ..! وأخذني لأهلي وأخبرهم وأخبر أهله بما حدث, وكان يريد أن يطلقني, ولكن من رحمة ربي أنه تراجع, وأحضر شيخا لبيت أهلي, واكتشف أن ما حدث بسبب سحر التفرقة المعمول لنا, وبعد أن رجعت معه أخبرني أنه يريد أن يبدأ صفحة جديدة, وأن ننسى كل شيء, وأنا – والله - توبت لله توبة نصوحا لأني كنت أفعلها وأنا غير راضية عما يحدث, وبعد أن رجعت له حملت, ورجعنا للبلاد في الخارج, وبعدها اكتشفت وقوع زوجي في حب فتاة تدرس معه, وهو يريد الزواج منها؛ لأنه غير قادر على نسيان ما حدث, وكنت أقول له: إني تبت, وأحاول الآن أن أحفظ جزء عم, ولكنه يرى أن الحل الوحيد للنسيان هو الزواج من الزوجة الثانية, وهما الآن يتواصلان عن طريق الجوال والرسائل الغرامية, وكم مرة أرى ما يدور بينهما, وحاولت التواصل مع الفتاة, وطلبت منها أن تبتعد عن زوجي, ولكنها خذلتني, وقال لي زوجي: "أنا أتألم أكثر منك في هذا القرار, ولكن هذا هو الحل" والله يشهد علي أني أحاول أن أعوضه عما حدث, ولكنه لم يعطني فرصة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كنت تبت مما وقعت فيه من المعصية توبة صادقة فأبشري خيرا بعفو الله, فإنه تعالى يقبل التوبة, ويعفو عن السيئات.

وينبغي لزوجك حيث ظهرت له توبتك أن يتجاوز عما مضى, ولا يلتفت إليه, فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن على أية حال التوبة النصوح تكون خالصة لوجه الله تعالى، فإن كنت تبت توبة نصوحا فلا يضرك عدم عفو زوجك عما مضى, ولا يثنيك ذلك عن الثبات على التوبة, والاجتهاد في الطاعة, والتقرب إلى الله تعالى.

وإذا أصر زوجك على الزواج بالمرأة التي يريدها فلا حرج عليه في ذلك إذا عدل بينكما, وقام بحق كل منكما، ولا يجوز أن يكون ذلك سببا في التقصير في حقه, أو النكوص عن طريق التوبة والاستقامة، بل عليك بتقوى الله في كل حال ابتغاء مرضاة الله, والتوكل عليه, وسوف يكفيك كل ما يهمك, وييسر أمرك, ويجعل عاقبتك خيرا.

وننبه إلى أن الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ما وجد إلى ذلك سبيلا، وراجعي الفتوى رقم: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة