الدواء الشافي للشك: آمنت بالله والاستعاذة والانتهاء

0 569

السؤال

أسألكم عن الشكوك والوساوس التي تصيبني أحيانا في العقيدة - وكنت قد سألت أحد الإخوة بالقرب مني فنصحني بالبحث عن رد الشبهات وكذلك دفع الوسوسة- وأصل الشبهة عندي هي تحول اليقينيات وأصول العقيدة كشهادة التوحيد ونبوة الرسول إلى ظنيات- أقصد الشك في اليقينيات- تدفعني إلى البحث والاستقصاء.
والسؤال: كيف أرد شبهة الشك في اليقينيات؟ وأيضا ما هي أصول أو مقومات الشك المحض؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وعصمنا وإياك من مضلات الفتن ومسالك الردى: أن الشك في أصول الدين ومسلمات العقيدة كتوحيد الله تعالى، ونبوة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصدقه فيما جاء به عن الله تعالى.. نقول: الشك في ذلك من أخطر ما يخطر على القلوب، فهو من خطوات الشيطان، ومزلات الأقدام، ومواطن الهلكة، فيجب على من أحس بشيء من ذلك أن يفزع إلى الله تعالى، ويستغيث به، ويعتصم بحبله المتين، وأن يسأله في السر والعلن، وبالتضرع والإلحاح أن يبعد ذلك الشك عن قلبه، وأن يصرف تلك الشبهات عنه، ثم عليك أن تفزع إلى كتاب الله تعالى قراءة وتدبرا ففيه شفاء لما في الصدور، يقول الله سبحانه وتعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين [الإسراء:82]. ويقول: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين [يونس:57]. ويقول: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد [الزمر:23]. ويقول: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى [فصلت:44]. إلى غير ذلك من النصوص الصريحة الدالة على أن القرآن الشفاء النافع لكل ما يعتري القلوب من شكوك، والسلاح الدافع لكل ما يرد عليها من شبهات وفتن.

ثم عليك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي مبينة لكتاب الله تعالى مفسرة له، وفيها من التوجيهات النبوية ما يرشد الحيران ويهدي من أراد الهدى، ومن توجيهاته في هذا الباب ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئا من ذلك فليقل: آمنت بالله. هذه رواية مسلم.  وفي الصحيحين أنه قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا.. حتى يقول له من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته. فانتبه أيها الأخ لقوله صلى الله عليه وسلم: فليقل: آمنت بالله. ولقوله: فليستعذ بالله ولينته.

قال النووي في شرحه لهذا الحديث: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله في دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالانشغال بغيرها.

ثم عليك بمجالسة الصالحين من أهل العلم وتلقي العلم الشرعي عنهم، والانشغال بذلك عن مجالسة أهل الباطل، والاستماع إلى ما يثيرونه من وحي الشيطان إليهم، فهذه أساسيات علاج ما تعاني منه وهذا هو المنجي إن كنت تريد نجاة بصدق.

ونعود فنكرر لك أن الأمر عظيم جد عظيم، فبادر إلى العلاج، فإن الشك في أمور العقيدة يفضي -والعياذ بالله- إلى الشقاء الأبدي، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الشهادتين اللتين هما أساس أصول الدين: لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة. رواه مسلم وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة