من محاسن الدين كون الإنسان مختاراً مسئولاً عن عمله

0 260

السؤال

سبق لي وأن سألت هذا السؤالإذا كانت أمور الإنسان كلها مقدرة من عند الله ومكتوبة عليه سواء فعل صوابا أو فعل خطأ فعل خيرا أم فعل شرا فكل شيء مقدر عليه سلفا ومكتوب في لوحه منذ خلق الله الخلق وكتب لكل إنسان ماله وما عليه فإن الله تعالى كتب على كل إنسان منذ بداية خلقه في بطن أمه وبدء تكوينه في رحم أمه كتب الله عليه كل شيء يجري له في حياتهفإذا كان كل ما يجري للإنسان منا في حياته مقدرا من عند الله فلماذا إذا حدث من الإنسان أي خطأ يعاقبه إنسان آخر مثله كأن يرتكب أي معصية من المعاصي ؟أرجو الرد سريعا ودمتم وجزاكم الله عنا خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد سبق بيان أن الإنسان فاعل بالاختيار، وأن علم الله السابق بحاله ومآله لا يعني أن الإنسان مجبور على سلوك طريق معين، وذلك في الفتوى رقم:
8653 والفتوى رقم:
7460.
ولما كان الإنسان يفعل باختياره وإرادته دون أن يشعر بأن أحدا يجبره على فعل معين، لم يكن مستغربا أن يعاقب على تقصيره في الدنيا من قبل غيره، أو أن يعاقب في الآخرة إذا لم يعف الله عنه.
ولو كان الاحتجاج بالقدر نافعا في هذا الأمر لقيل للإنسان: لا تأكل ولا تشرب ولا تنفق على أهلك وأولادك، بل ولا تنكح ولا تتزوج، اعتمادا على القدر.
فإن كان مقدرا لك أن تعيش فسيكون ذلك وإن لم تأكل وإن لم تشرب!! وهكذا.... وهذا مما لا يستسيغه صاحب عقل.
ولو رفعت المؤاخذه عن الجاني اعتمادا على القدر السابق لأصبحت الحياة كالغابة الموحشة، يأكل القوي فيها الضعيف لأمنه من العقاب، ولو كلف الإنسان بالصبر وعدم الانتصاف من ظالميه في كل الأحوال لكان ذلك تكليفا بما لا يطاق، وهذا يعرفه كل إنسان من نفسه، فلو قيل لك: إن فلانا سيأخذ مالك، ويغصب أرضك، ويعتدي على أهلك، ويؤذيك بأنواع الأذى، وأنك مأمور بالتسليم وعدم الاعتراض، لكون ذلك أمرا مقدرا، لبادرت إلى الإنكار والاعتراض، وهذا حال الناس جميعا.
وهذا يؤكد عظمة ما جاء به الإسلام من جعل الإنسان مختارا، مسئولا عن أعماله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة