السؤال
أفتونا أحسن الله إليكم، وبارك فيكم عن حكم ما يفعله بعض الناس في مصر بمحاولتهم استثارة الناس والرأي العام ضد الرئيس محمد مرسي، فهم يقولون قول حق يقصدون به باطلا، فمنهم من يأخذ عليه رفعه للضرائب على الخمور، وينكر عليه عدم إلغاء الخمور، أو ينكرون عليه أخذه للقرض من صندوق النقد الدولي، ولن أدخل في دفاع عنه؛ لأن الله يدافع عن الذين آمنوا.
وهم لا يريدون لا منع الربا، ولا منع الخمور إنما مجرد قلب الرأي العام ضده حتى يثوروا عليه.
ما حكم ما يفعله هؤلاء وبماذا نرد عليهم؟
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
وجزاكم الله خيرا، وبارك في علمكم ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلمين جميعا أن يسعوا إلى إقامة دين الله تعالى، وأن يحكم خلق الله بشرع الله، وذلك وفق طاقتهم؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 185765، وولي الأمر المذكور المظنون فيه أنه ذو ديانة وصلاح، وحرص على إقامة الشرع ما أمكنه. والواجب معاضدته، ومناصرته في الحق، وكف قالة السوء عنه، وعدم إثارة الناس وتهييجهم عليه، ومن استنكر تأخرا أو بطئا في تنفيذ بعض أحكام الشرع، وإمضاء بعض أوامر الدين، فإنه يبين له أن الأمر محتاج إلى صبر وتدرج، ومراعاة للمصالح والمفاسد، وليس ما يطلب من ولي الأمر الممكن النافذ الكلمة مثل ما يطلب من ولي الأمر الذي كثر أعداؤه وخصومه، فهم يتربصون به الدوائر. وواضح لكل ذي عينين حجم المؤامرات التي تتعرض لها أمة الإسلام، ومثل هذه المؤامرات تحتاج في التصدي لها إلى حكمة وأناة؛ لئلا يؤدي ذلك إلى مفاسد أعظم، وكيفية التصدي لهذه المؤامرات والنظر فيما يقدر عليه ويعجز عنه موكولة إلى ولاة الأمور الذين وثق الناس بهم، فهذا يجاب به من كان ذا غيرة على حرمات الله ممن يرى نوع تباطؤ في تطبيق الشريعة، وأما أعداء الشريعة والمحاربون لها بالليل والنهار، فهؤلاء يجب تحذير الناس منهم، وكشف عوراتهم، وفضح سوآتهم ليكون عموم الناس منهم على حذر، نسأل الله أن يهدي المسلمين لأرشد أمورهم، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا.
والله أعلم.