السؤال
أنا امرأة متزوجة ملتزمة, وزوجي أيضا، لا أعمل رغم قدرتي ورغبتي؛ لعدم وجود عمل بدون اختلاط, وبسبب ابني الصغير, أي: أنه ليس لدي أي دخل, ولا أحد يعينني بشيء, ودخل زوجي لا يكفينا, وعليه ديون, وأبلغ من العمر 24, وعندما تزوجت – كان عمري 20 سنة - كنت بصحة ممتازة, وأنا الآن مريضة جدا نتيجة تعب البيت والزوج وابني, وهناك احتمال أن أصاب بالعمى في عيني؛ لأني لم أعالجها لأني لم أعد أرى جيدا, وأظن أن لدي مرضا نسائيا, ولا أعرف ما هو؛ إذ لدي إفرازات مؤلمة وغريبة, وعندما قلت لزوجي: يجب أن أذهب للطبيب, قال لي: إنه لن يدفع لي أجرة الطبيب؛ لأنه قرأ في موقعكم أنها غير واجبة عليه, فماذا أفعل؟ رغم أني ذكرته بالثواب والمودة والرحمة, إلا أنه لم يقبل, فبالله عليكم ماذا أفعل؟ فلم أعد أتحمل الألم, وأصبح لدي ضيق في التنفس, وصرت أسعل بشدة؛ لأني أصبت بالبرد, ولم أذهب للطبيب, ولم أقصر في الواجبات رغم ذلك, لكني أتساءل إلى متى؟ فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك, وأن يذهب عنك الآلام والأسقام, وأن يمتعك بالصحة والعافية, ونوصيك بالحرص على الدعاء, والتضرع إلى الله, فهو مجيب دعوة المضطر, وكاشف الضر, وعليك أيضا بالرقية الشرعية, فهي نافعة في كل داء - بإذن رب الأرض والسماء - وانظري الفتوى رقم: 164747 ففيها بعض النصائح النافعة للمرضى.
وبالنسبة لنفقة علاج الزوجة فالأمر على ما ذكر زوجك من أننا نفتي بما ذهب إليه الجمهور من أنها ليست واجبة على الزوج، وراجعي أقوالهم بالفتوى رقم: 49804. ولكن لا ينبغي أن يكون هذا مبررا للزوج في عدم مساعدة زوجته وأم ابنه، والعاملة على خدمته، وهو المأمور شرعا بأن يحسن عشرتها, كما قال الله تعالى: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}, والزوجة أولى الناس بخير زوجها, كما بينا بالفتوى رقم: 33368.
وينبغي للزوج أن يذكر جيدا كم سيعاني إذا أصبحت زوجته طريحة الفراش لا تستطيع الحراك والخدمة في البيت؛ ليدرك نعمة الزوجة, ويعرف قدرها, ويجازيها بالإحسان إحسانا.
هذا مع العلم أن بعض أهل العلم قد نصوا على أن الزوجة إذا كانت لا يمكنها خدمة نفسها بسبب المرض, فواجب على زوجها أن يوفر لها خادما، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 123730 فكم سيتكلف الزوج في هذه الحالة؟
فالذي نوصيك به أولا: الصبر؛ فعاقبة الصبر خير، وراجعي في فضله الفتوى رقم: 18103, ثم عليك بمناصحة زوجك في ضوء ما ذكرنا, عسى أن يلين قلبه, ويعينك في أمر العلاج، ولا بأس بأن تستعيني عليه ببعض من له تأثير عليه ليقوم بإقناعه.
والله أعلم.