السؤال
سؤال مهم أرجو الإجابة عليه سريعا: تقوم الوالدة بالسلام على خادمات الأسرة بتقبيلهم، والبدء بقول: " السلام عليكم " ، مما يثير الحرج لأخواتها وباقي نساء الأسرة؛ لأنهم لا يتعاملون بحميمية مع الخادمات، وأيضا مع بعض الخادمات إذ يستنكرون الفعل. ولكن ليس هذا بالأمر الذي أود الاستفتاء فيه، الخادمات لسن مسلمات، ولكن هندوسيات، وبوذيات، ونصرانيات. ذكرت للوالدة أن المسلم لا يبدأ بتحية "السلام عليكم" لغير المسلم، ولكنها تأبى الإنصات.
وقد سمعت أحد الشيوخ سابقا حرم التعامل مع غير المسلمات من النساء كالمسلمات من حيث العورة وغيره. هل هذا ينطبق على الخادمات وعلى سلوك والدتي ؟
للعلم، والدتي تعتقد أنها بذلك تتقرب من الله لأنهم فقراء، ليس من باب الدعوة إلى الله، فهي لا تتحدث مع الخادمات بأمور الدعوة، لكن تكتفي بالسلام، حتى مع الغرباء من الرجال فهي دائما تبدأ السلام معهم.
أرجو منكم التوضيح وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك جزئيات متعددة سلف أن أفردنا كلا منها بفتوى محددة، نكتفي في الجواب بالإحالة على ما سلف مفصلا:
أما مبادأة الكافر بالسلام، فهو محل خلاف بين العلماء، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 6067 فراجعها.
وأما تقبيل المسلمة للكافرة، فراجع له الفتوى رقم: 32114 .
وراجع في حكم مصافحة المسلمة للكافرة، الفتوى رقم: 36289 .
وفي حدود عورة المسلمة أمام الكافرة، الفتوى رقم: 46795 فراجعها.
أما ما سقته من أن أمك تفعل ما تفعله مع هؤلاء الخدم وهي تعتقد ذلك قربة. فما من شك في أن الإحسان إلى الناس مطلوب كيفما كانوا، فقد قال الله تعالى: وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة {البقرة:83}.
قال الصابوني في صفوة التفاسير: يدل على أن الأمر بالإحسان عام لجميع الناس، المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وفي هذا حض على مكارم الأخلاق، بلين الكلام، وبسط الوجه، والأدب الجميل، والخلق الكريم. اهـ.
وقد علمت مما سلف أن المبادأة بالسلام، والمصافحة، والتقبيل، كلها أمور ذات شبهة، فينبغى لهذه الأم أن تقتصر على ما لا شبهة فيه من إحسان كبسط الوجه، ولين القول. وتدع ما سواه. فلتبين لها ذلك، ولتلاطفها بالنصح وبالتوجيه حتى تنتهي.
أما إلقاء المرأة السلام على الرجال الأجانب فراجع في حكمه الفتوى رقم: 135090 .
والله أعلم.