المريض النفسي وتخلفه عن الجمعة والجماعة

0 2518

السؤال

سؤالي في الواقع الحال هو قصة طويلة دامت أكثر من ثلاث سنوات: أعيش في دوامة لا أعرف كيف أخرج منها، فقد فقدت الشعور بالحياة، وفقدت معها الشعور بحلاوة الإيمان رغم إيماني بالله وبقضائه وقدره، ورغم إيماني أن ما يحدث لي امتحان من الله.
حكايتي بدأت في رمضان 2009 عندما كنت أصلي في صلاة التراويح في الصفوف الأمامية، كما تعودت أن أفعل في كل صلاة حتى المفروضة منها، تجدني دائما سباقا للصلاة في الصفوف الأولى، في هذا اليوم وفي إحدى الركعات فجأة انتابني شعور غريب، ألخصه في النقاط التالية:
ـ شعور بدوخة خفيفة.
ـ شعور بشدة الضوء.
ـ شعور بخفقان في القلب شديد مصاحب بالخوف من الموت.
هذه التغيرات جعلتني أخرج من المسجد مسرعا، ثم العودة إليه مرة أخرى وإتمام الصلاة في حالة من الرعب، بعد ذلك عدت إلى البيت وأنا مرعوب، وحاولت الاسترخاء ونسيان الموضوع، لكن دون جدوى.
في اليوم الموالي ذهبت إلى الطبيب فقال لي: هو ارتفاع ضغط دم، إلا أنني لم أقتنع بالتشخيص، فغيرت الطبيب، فقال لي: ليس لديك شيء وقد يكون الأمر حالة نفسية فقط، وهذه كانت قناعتي قبل الذهاب إلى الطبيب، إلا أن الحالة بقية مستمرة لمدة ثلاث سنوات وأزيد، تخللتها مواقف كثيرة ألخصها في النقاط التالي:
-شعور بخفقان في القلب عندما أكون أمشي في الشارع أو في المسجد، وأحيانا في مكان عملي.
-عدم الشعور بالواقع، وهذا الشعور لا يفارقني.
-الخوف من السقوط مغشيا علي، أو ميتا في الشارع، وخاصة في مكان عملي، وفي المسجد.
-التردد على الطبيب الذي يؤكد على سلامتي العضوية.
-القيام بالرقية الشرعية والتي أكد كل من رقاني أنه لا شيء عندي.
هذا كله أصبح له تأثير علي لدرجة كبيرة جعلتني لا أصلي في المسجد الأوقات الخمسة، والاكتفاء بالصلاة في البيت، رغم قرب المسجد من المنزل حيث لا يفصلني عنه سوى طريق للسيارات عرضه تقريبا 7 أمتار، أما الذهاب للصلاة يوم الجمعة فحدث ولا حرج، رغم أنني أذهب إلى الصلاة إلا أنني اشعر وكأنني ذاهب لعيش لحظات من الرعب والخوف، فعند ذهابي تنتابني حالة ألخصها في الآتي:
ـ خفقان في القلب.
ـ ضيق في التنفس أحيانا.
ـ عدم الشعور بالواقع شديد.
ـ شعور بالخوف الشديد من الموت أو الإغماء.
هذا كله يجعلني أخرج من المسجد مهرولا إلى البيت. وهذا ما جعل يوم الجمعة بالنسبة لي هو يوم الرعب، فأخشى قدومه.
وهنا يأتي سؤالي: هل يمكن أن أصلي الجمعة متقطعة، بمعنى صلاة جمعتين والغياب جمعة أو ما شابه ذلك، حتى أرتاح قليلا من هذا الرعب.
وإن كان بالإمكان أن تعطونا بعض الحلول العملية التي تجعل شعوري بحلاوة الإيمان تعود كما كانت، والتغلب على هذه الحالة النفسية التي صراحة لا أتمناها لمسلم والتي صراحة تنغص علي حياتي.
أريد أن أعود كما كنت منطلقا في الحياة، أصلي الصلوات الخمس في المسجد كما كنت أفعل سابقا.
خوفي كل الخوف الآن هو من غضب الله علي، وعدم رضاه علي، رغم أنني لا أريد أن أبقى في هاته الحالة، فأنا كنت ملتزما والحمد لله ومنطلقا في الحياة بسعادة والحمد لله، رغم أنني كنت أعاني من البطالة لمدة تفوق 10 سنوات، إلا أن إيماني بالله كان عاليا وثقتي به كانت أعلى، والحمد لله رزقني الله بالعمل، ومن سوء حظي في العام الذي وجدت فيه وظيفة فيه أصبت بهذا التقهقر في حالتي النفسية، فلم أشعر لحد الساعة بالفرح الحقيقي لعملي، وحتى زواجي الذي هو قريب إن شاء الله بعد طول انتظار، حيث إن سني الآن قاربت 37 سنة إلا أنني لا أشعر بتلك السعادة لمن وجد نصفه الثاني، حيث تمت خطبتي على أخت من الصالحات ولكن أشعر أنني سأظلمها معي.
أرجو منكم جوابا عن سؤالي المتعلق بالصلاة كما ذكرت سابقا، بالإضافة إلى حلول عملية تمكنني من تجاوز المحنة.
كما أرجو الدعاء.
وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وأما تخلفك عن الجماعة فنرجو أن تكون معذورا فيه، وينبغي لك أن تحرص على فعل الجماعة في البيت ولو مع بعض أهلك، وأما تخلفك عن الجمعة فقد ناقشنا حكمه في الفتوى رقم: 95351، فانظرها وما أحيل عليه فيها. والذي ننصحك به هو أن تراجع طبيبا ثقة، امتثالا لأمر النبي صلوات الله عليه بالتداوي، كما ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لعلك تجد عندهم ما ينفعك من الحلول العملية لتجاوز هذه الأزمة إن شاء الله، واجتهد في الدعاء والتوكل على الله والاستعانة به سبحانه؛ فإنه بيده الخير كله، نسأله سبحانه أن يهيئ لك من أمرك رشدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة