منهجنا عدم الحكم على أحد بمجرد السماع من طرف واحد

0 162

السؤال

أشير إلى السؤالين رقم: 2386382، ورقم: 2394496، فقد ذكرتم التالي: فإن كان هذا الشاب قد اتهمك زورا وبهتانا، فقد أساء إساءة بالغة ـ ألا تختلف هذه الجملة عما لو قلتم مثلا: إن كنت صادقا في كلامك وادعائك على الشاب أنه اتهمك بهذا الأمر؟ فما فهمته من الجملة الأولى احتمالان:
الأول: أنه إن كان هذا الشاب كاذبا في ادعائه فقد أساء إساءة بالغة.
الثاني: أنه إن كان هذا الشاب لم يتهمك زورا وبهتانا فلم يسئ.
الأمر الآخر: أنا لا أعلم إذا كان قد انتشر هذا الأمر وهذا الاتهام أم لا، أحاور نفسي في بعض الأحيان وفعلا أنجح في تهدئة نفسي بأن أقول إنني أعرف نفسي والحمد لله وأنني بريء من ذلك وشريف، وهو قد اتهمني بشيء فظيع وقذز جدا، وإلى حد الآن غير قادر على الاحتمال وقد علمت مثلا أن النظام السوري اتهم أحد المشايخ المشاهير والمعروفين بالعلم بمثل هذا الأمر السيئ والقبيح والقذر ولا أعلم ماذا أفعل ليدرأ التهمة عن نفسه، والأمر الآخر: هل أعتبر أوقعت نفسي في الحرج عندما سألتكم عن هذا الاتهام خصوصا إذا كان الأمر لم ينتشر، وأخيرا: سمعت هذا الشاب يسب الذات الإلهية ـ والعياذ بالله ـ وكثيرا ما أذكر اتهامه لي ويحترق قلبي من القهر وأمسك نفسي عن الانتقام منه، لأنني لا أعرف إن كان يجوز لي الانتقام أم لا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أكثرت من أسئلتك حول هذ الموضوع الذي سبق وقد طلبنا منك الاجتهاد في عدم التفكير فيه، لئلا يكون شغلك الشاغل ويصرفك عما ينفعك في الدنيا والآخرة، فنرجو ألا تعاود الكتابة بخصوصه، وقد أوقعت نفسك فعلا في الحرج بإثارة هذا الموضوع، فتكرار السؤال عنه يعززه في نفسك، وقد يصبح وساوس وهواجس لا تستطيع الفكاك منها، وكما بينا لك سابقا فإننا نستخدم إن الشرطية في الدعوى ضد طرف آخر لم نسمع منه، فلا نجزم بشيء فيه لمجرد السماع من طرف واحد ويبقى الاحتمال الثاني واردا، وما ذكرته أنت، نعني جملة: إن كنت صادقا في كلامك وادعائك على الشاب... مفهومها: وإن كنت كاذبا...... فلا تخلو مثل هذه العبارات من احتمال آخر، ونؤكد لك على أهمية الحرص على مدافعة الخواطر، والانشغال بذكره تعالى وشكره أن ستر عليك في هذا الأمر فلم يشتهر.

وأما معاقبة هذا الرجل أو الانتقام منه فلا يجوز لك فعله بنفسك كما بينا لك في فتوى سابقة، إذ لو ثبت أنه فعل ذلك، فالذي يعاقبه عليه هو الجهات المسئولة، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 126236.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة