سؤال الناس عيب ينافي المروءة

0 146

السؤال

بارك الله فيكم, وجزاكم الله خيرا على ما تفعلونه للأمة.
لدي أخ في الله ملتزم, وتبدو عليه مظاهر السنة, والذي حدث هو أننا كنا نخرج معا لشرب بعض المشروبات, أو تناول وجبة عشاء, ونذكر الله في طريقنا - ولله الحمد والمنة - والذي يزعجني في صديقي هذا أنه أصبح يطلبني يوميا تقريبا كلما رآني أن أدعوه إلى شيء, وأن أشتري له الحلوى, وأصبح طلبه هذا يوميا, ومرات يطلب مني الآيس كريم, فصرت في داخلي أنفر منه؛ لأني أرى هذا فعلا خاليا من المروءة, وطريقته في الطلب مستفزة صراحة, فأصبح يأتيني كل يوم تقريبا بعد صلاة العشاء فيقول لي: أريد حلوى, أو أريد أن تعشيني, فصرت في داخلي أنفر منه, وصرت أواجهه, وأكره طريقته هذه, وأصبحت لا أحب الذهاب معه, وأحاول الاختصار معه قدر الإمكان؛ لأني – صراحة - لا أرى هذا خلقا حسنا, بل أراه خلقا سيئا - طلب الناس بطريقة خالية من الحياء - فهل أنا آثم في عدم ذهابي معه - جزاكم الله خيرا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا تأثم بعدم الذهاب معه، وينبغي عليك بذل النصيحة له، وتذكيره بقول النبي صلى الله عليه وسلم: وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي.

وليس من الأخلاق الحسنة صنيعه هذا, وانصحه بترك سؤال الناس، فإن ذلك ينافي المروءة, قال ابن القيم: سؤال الناس هو عيب ونقص في الرجل, وذلة تنافي المروءة, إلا في العلم, فإنه عين كماله ومروءته وعزه. انتهى.
فإن رأيت منه استجابة وقبولا للحق فحسن، وإلا "فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية" - كما قال ابن عبد البر - والهجر الجميل هو هجر بلا أذى، فتعطيه حقه من إلقاء السلام, ونحوه من المعاملة المحدودة دون مخالطة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة