السؤال
بكى رسول الله يوما, فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: اشتقت لأحبابي, قالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي, أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني, فهل اشتقتم للحبيب كما اشتاق لهم الذي أحبكم ولم يركم؟
بكى رسول الله يوما, فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: اشتقت لأحبابي, قالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي, أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني, فهل اشتقتم للحبيب كما اشتاق لهم الذي أحبكم ولم يركم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع بعد البحث على حديث بهذا اللفظ, ولكنه جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة, فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم, ألا هلم, ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا.
وروى الإمام أحمد من حديث أبي جمعة - رضي الله عنه - قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعنا أبو عبيدة بن الجراح, فقال: يا رسول الله, أحد منا خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك, قال: نعم, قوم يكونون من بعدكم, يؤمنون بي ولم يروني. قال الشيخ الألباني: رواه الدارمي وأحمد والحاكم وصححه, ووافقه الذهبي, وإسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح.
والله أعلم.