السؤال
لقد حدث خلاف بيني وبين شخص في السوق, وقد دعا علي, واكتشفت بعد ذلك أني ظلمته ظلما كبيرا, وتبعته في السوق ورددت له ما أوهمتني نفسي أنه حق, وأحرجت لما قمت به, ولا أعلم هل سامحني على ما فعلته في حقه, وقد ندمت ندما شديدا, ولم أجد مبررا لعمل ذلك سوى سوء الظن والكبر .. فما كفارة ذلك الذنب؟ مع العلم أني التقيته في السوق ولا أعرفه.
شكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت ظلمته فعلا فلا بد مع التوبة إلى الله تعالى من التحلل من هذا المظلوم؛ لأن حقوق العباد لا بد من أدائها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري في صحيحه.
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم متحدثا عن التوبة: وقد سبق في كتاب الإيمان أن لها ثلاثة أركان: الإقلاع، والندم على فعل تلك المعصية، والعزم على أن لا يعود اليها أبدا، فإن كانت المعصية لحق آدمي فلها ركن رابع وهو التحلل من صاحب ذلك الحق، وأصلها الندم، وهو ركنها الأعظم. انتهى.
وإذا كنت رددت له ما ترى أنه حق له فقد أديت ما عليك, ففي الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الإمام أحمد.
وتب إلى الله توبة صادقة, وأكثر الدعاء لهذا الرجل, ولا توسوس في كونه لم يسامحك.
ولمزيد من الفائدة في التوبة من حقوق العباد والتحذير من الظلم نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4603, والفتوى رقم: 156007.
والله أعلم.