السؤال
ما صحة هذه الأحاديث، وإن صحت فما فائدة خلق ملك عملاق جدا، وإن وجد ملك بهذا الحجم فإنه حسب الحسابات الفلكة يبقى قزما؛ لأن المسافة ما بين السماوات و الأرض هي أكبر من طوله؟ وشكرا.
إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في أرض، وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا. قال: فيرد عليه: ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا.
إن الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه ........
:" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الأول ذكره المنذري في الترغيب بلفظ : إن الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد فرقت رجلاه الأرض، وعنقه مثني تحت العرش، وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا، فيرد عليه: ما علم ذلك من حلف بي كاذبا.
وقال عنه الحافظ المنذري في (الترغيب والترهيب): رواه الطبراني بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. اهـ.
وقال الهيمثي في (مجمع الزوائد): رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وصححه الشيخ الألباني في (السلسلة الصحيحة )، والشيخ مصطفى العدوي في (صحيح الأحاديث القدسية ).
وأما الحديث الثاني، فقد رواه أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت ؟ وأين تكون ؟
قال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.
وقال الشيخ حسين سليم أسد في تحقيقه مسند أبي يعلى: إسناده صحيح.
وأما الحديث الثالث، فقد جاء في سنن أبي داود عن جابر- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. وإسناده صحيح كما قال الذهبي والهيثمي، وصححه الألباني.
وأما عن قولك: ما فائدة خلق ملك عملاق. فإن أفعال الله كلها - بلا شك ولا ريب - في الحكمة البالغة، فهو لا يخلق شيئا عبثا ولا باطلا، إلا أنه قد يخفى على الناس بعض أوجه هذه الحكمة؛ لأنهم لا يحيطون به علما. قال تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.{البقرة:255}. وقال: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. {الإسراء:85}.
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: والواجب على المؤمن أن يؤمن إيمانا يقينيا أن الله تعالى حكيم في أفعاله، لا يفعل شيئا عن غير حكمة، خبير ومطلع على أفعال عباده، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه تعالى كما قال: قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين. فإذا آمن بذلك ولم يتعمق استراح قلبه، وسكن واستقر إيمانه ولم يتزعزع. اهـ.
والله أعلم.