السؤال
ما حكم من يسب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم وهو نائم تحت تأثير الشيطان؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يحصل في النوم لا مؤاخذة فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم في المستدرك، واللفظ له، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
وإذا كان هذا السب يراه الشخص في منامه، فهو من تهاويل الشيطان وعلاجه بالاستعاذة وعدم إخبار الناس به، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس. رواه مسلم.
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في فتاويه:.. القسم الثالث: إفزاع من الشيطان، فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين، كما قال الله تعالى: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ـ فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه، فإن الشيطان حريص عليه سواء ذلك في اليقظة أو في المنام، لأن الشيطان عدو، كما قال الله تعالى: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ـ وهذا النوع الأخير أرشدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى التحرز منه، فأمر من رأى في منامه ما يكره أن يستعيذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن ينقلب على جنبه الآخر، وأن لا يحدث أحدا بما رأى، فإذا فعل هذه الأمور، فإن ما رآه مما يكره في منامه لا يضره شيئا، وهذا يقع كثيرا من الناس ويكثر السؤال عنه، لكن الدواء له ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جابر عند مسلم: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ـ وكما في حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري: إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره ـ وكما في حديث أبي قتادة عند مسلم قال: كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره ـ وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ـ أخرجه مسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى ما يكره بأمور:
1ـ أن يبصق عن يساره ثلاثا.
2ـ أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاثا.
3ـ أن يستعيذ بالله من شر ما رأى.
4ـ أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر.
5ـ أن لا يحدث بها أحدا.
6ـ أن يقوم فيصلي.
والله أعلم.