الزوج يعاشر زوجته بالرفق واللين والحكمة في أمره ونهيه

0 215

السؤال

تربيت بطريقة مدللة إلى حد ما، ولم أتعود على أسلوب الأمر والنهي المشدد والمكثف، وإنما والدي يتركان لي حرية التصرف في ما أريد عموما، تزوجت حديثا برجل من وسط بيئي مغاير، بل من بيئة مناقضة لبيئتي ويسعى لمعاملتي معاملة طيبة، لكنه تزوجني بنية تغيير الكثير من العادات والسلوكيات، يريد أن يشكلني كما يريد، وأنا لا أرفض تماما طموحه، لكنني أرى أيضا أن عليه مراعاة ما تربيت عليه إلى حد ما وأن يعتمد أسلوب التدرج والصبر والنصح والإرشاد، لكنه يميل أحيانا كثيرة إلى تكثيف الأوامر والنواهي في كل تفاصيل حياتي والتدخل بالأمر والنهي في أبسط الأمور التي لا تحتاج لكل هذا، ويتوقع مني مع ذلك تغييرا فوريا لسلوكي أو عاداتي، قائلا بأن الطاعة واجبي كزوجة
أفهمته أنه على حق ولكن يتعين عليه مراعاتي وعدم إثقال كاهلي، لأنني قد أطيعه خشية الإثم، لكن أسلوبه معي قد يشعرني بالنفور تجاهه وأفهمته أنه يستحب له أن لا يخاطبني بلهجة الآمر الناهي في ما يراني على خطأ فيه وفيما يريد مني فعله، وأن يتولى أسلوب النصح والإرشاد بدلا من ذلك، فهل يحق له بالكلية أن يعاملني بهذه الطريقة؟ وهل تجب علي طاعته في تغيير نفسي كما يريد، ولو أرهق ذلك أعصابي ونفسيتي وكاهلي؟ أرجو توضيح ما يحق لي وله، وما يجب علينا تجاه أنفسنا في هذه النقطة، وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن معاملة زوجك لك: فعليه أن يحسن إليك ويرفق بك في التعامل وليس له أن يغلظ عليك، ولا أن يشتط في شيء من أمر المعاشرة، قال السعدي: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة.

وقال الزحيلي: وعاشروهن بالمعروف أي بالإجمال في القول والنفقة والمبيت. والمعروف: ما تألفه الطباع السليمة ولا يستنكره الشرع ولا العرف ولا المروءة.

أما عن طاعته في تغيير نفسك كما يريد: فقد اختلف أهل العلم هل طاعة الزوج مطلقة ـ حسب الطاقة ـ في كل ما يأمر به مما ليس بمعصية؟ أم هي مقيدة بالنكاح وتوابعه مما يتعلق بالزوج من حقوق؟ وراجعي للبسط في هذا الخلاف الفتوى رقم: 130355.

ونصيحتنا لك: أن تذكري هذا الزوج بضرورة الرفق واللين والحكمة في أمره ونهيه، وتبيني له وجوب المعاشرة بالمعروف، وليكن ذلك منك بلطف ورفق، ثم تمتثلي وتنفذي من نصائحه وتوجيهاته ما استعطت إلى إنفاذه سبيلا. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة