كيف يتصرف من هو مهدد بكشف ستره المشين

0 546

السؤال

لقد قمت بشيء فظيع، تعريت لشاب ‏على الكاميرا، ومن كثرة ذنوبي ‏وغضب ربي علي، سجلني هذا ‏الشاب، وهدد بنشر الفيديو على ‏اليوتيوب، والفيس بوك، وأنا لا أدري ‏ماذا أفعل؟ وإذا عرف أهلي ‏سيقتلونني، وأنا في حالة الآن تقترب ‏من الانتحار خوفا من الفضيحة، وأنا ‏غير قادر على أن أحدد إذا كنت ‏خائفا من ربنا، أو من الفضيحة، لكن ‏الإحساسين موجودان عندي من ربنا، ‏والفضيحة، ولا أعرف ماذا أفعل أو ‏أدعو بماذا؟
‏ سؤالي: إذا كان هناك حل ‏لموضوعي ساعدوني الله يساعدكم؛ ‏لأنه بقي لي تكة وممكن أنتحر فعلا، ‏أنا فعلا تبت كثيرا لكن ليس من قلبي، ‏وأنا عارف أني سأفضح فعلا، لأنه من المؤكد أن ربنا لن يفعل معجزة من ‏أجلي، وينزع الفيديو، لكن ما أريده أن ‏أعرفه هل ربنا سيسامحني أم لا؟ ولو ‏هناك طريقة أخلص منها من الموضوع ‏أعمل بها.‏
‏ شكرا لكم، وأنا نادم على كل ما فعلت ‏وأستحق الفضيحة، ولكن بعد ‏الفضيحة مستقبلي سيضيع وساعتها ‏لن يبقى لي مكان على الأرض.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالواجب عليك أولا المبادرة إلى التوبة النصوح، فلا يكفي مجرد الندم، بل لا بد من تحقق شروط التوبة جميعها، فراجع هذه الشروط بالفتوى رقم: 29785.

وإذا وفق الله عبده إلى التوبة، فهذه علامة خير، فعليه أن يحسن الظن بربه، ويستشعر سعة رحمته وأنه غفار للذنوب، ويجب الحذر من القنوط من رحمته واليأس من مغفرته. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1882 والفتوى رقم: 35755.

ولا بأس بأن يكون الدافع للتوبة الخوف من الفضيحة بجانب الخوف من الله تعالى. فقد ثبت بالسنة مشروعية طلب الستر، فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود.

    فمما نوصيك به كثرة الدعاء بالعافية والستر. وأن يحفظك الله من كيد هذا الرجل وشره، وننصح هنا بالدعاء الوارد بالحديث الذي رواه أبو داود عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال:  اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم . عسى الله أن يرد عنك كيده بما شاء، وإن بشيء لا يخطر لك على بال وما ذلك على الله بعزيز، فهو على كل شيء قدير وكل شيء عليه يسير، ولذلك فقد أخطأت بقولك: " ماهو اكيد ربنا مش هايعمل معجزة عشاني ويشيل الفيديو...".

    وينبغي أن تنصحه بالمعروف، وتبين له فضل الستر على المسلم، وخطر الفضيحة والتشهير بالمسلمين، ويمكنك الاستعانة ببعض النصوص الواردة في الفتوى رقم: 146575.  فإن لم يستجب، فهدده باللجوء إلى القضاء لمعاقبته على التشهير إن أقدم عليه، وإذا لجأ إلى فضحك فعلا فيمكنك أن تنفي أنك فعلت ذلك وتعرض في كلامك، أي باستخدام التورية. ويجوز المصير إلى الكذب الصريح إن تعين سبيلا لدفع مفسدة  أو ضرر؛ وانظر الفتوى رقم: 75174.

أما التفكير في الانتحار، فإننا  نحذرك منه أشد التحذير، فإنه الداء العضال، وليس فيه حل لمشكلة أو نيل لراحة، بل فيه انتقال من شقاء الدنيا إلى الشقاء الأعظم في الآخرة، وفيه خسران الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة