الحكمة من سؤال الله للملائكة (كيف تركتم عبادي؟)

0 661

السؤال

في بعض الروايات يذكر فيها أن الله أرسل الملك إلى المكان الفلاني مع ذكر (والله أعلم) أي اعلم بما سيجيء الملك من الأخبار السؤال: ما الحكمة من إرسال الملك ونحن كلنا موقنون بأن الله يعلم كل شيء وأن الملك سيجيء بخبر يعلمه الله سبحانه وتعالى؟ملاحظة أنا مؤمن بأن الله يعلم ويعلم ويعلم كل شيء ولكن سؤالي لأستزيد علما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلعلك تشير إلى نحو ما في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم -وهو أعلم- فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون".
وما في الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا. قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك" الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح الحديث الأول: قوله: "فيسألهم" قيل: الحكمة فيه استدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير، واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم، وذلك لإظهار الحكمة في خلق نوع الإنسان في مقابلة من قال من الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال: إني أعلم ما لا تعلمون.
أي قد وجد فيهم من يسبح ويقدس مثلكم بنص شهادتكم.
وقال عياض: هذا السؤال على سبيل التعبد للملائكة، كما أمروا أن يكتبوا أعمال بني آدم، وهو سبحانه وتعالى أعلم من الجميع بالجميع. انتهى من الفتح.
ولا حرج عليك في هذا السؤال، فإن هذا من التفقة في الدين الذي جاءت النصوص بمدح أهله، ونسأل الله أن يزيدك علما وتوفيقا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات