السؤال
طرح سؤال ولم أستطع الإجابة عنه ألا وهو: أيهم أشد الزنا، أم شرب الخمر، أم الربا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أشد هذه الذنوب إثما أكل الربا، ثم الزنى، ثم شرب الخمر. وبيان ذلك أن الخمر كانت مباحة أول الأمر، بينما الزنى لم يكن مباحا يوما من الدهر، كما أن حد الزنى وعقوبته في الدنيا أكبر من حد الخمر، فالزاني المحصن يرجم حتى الموت، وغير المحصن يجلد مائة جلدة، بينما أكبر ما قيل في حد شارب الخمر ثمانون جلدة، ثم إن المفاسد المترتبة على الزنى من اختلاط الأنساب، وانتقال الأمراض الفتاكة، والاعتداء على عرض زوج الزانية - إن كانت متزوجة - وتلويث فراشه، أخطر بكثير من المفاسد المترتبة على شرب الخمر. ولا يعني هذا التقليل من خطورة الخمر ولا التهوين من شأنها، بل هي أم الخبائث، والبريد الموصل إلى كل الفواحش، ولكن كما قيل: بعض الشر أهون من بعض. وانظر الفتويين: 26511 / 26483.
ومع قبح فاحشة الزنى إلا أن أكل الربا أعظم خطرا منها، فقد توعد الله آكله بالحرب، ولعنه، ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من السبع الموبقات، وقال: إن أيسر أبوابه مثل أن ينكح الرجل أمه، وأن درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية؛ وانظر الفتويين: 16549/ 18979.
والله أعلم.