السؤال
هل من أنكر الأخلاق الإسلامية وقال إن أخلاق العامة - مما يخالف ما عرف عن جمهور أهل العلم من الأخلاق الحميدة وما يدركه أصحاب الفطر السليمة - هي المعتبر في الدين، وأن الأخلاق تتغير بتغير الزمان، ولا يعتبر ما كان عليه السلف الصالح من أخلاق؛ كافر، لإنكاره أصلا من أصول الإسلام، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ـ أسوة بتكفير من أنكر الصلاة والزكاة والصيام؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للأخلاق في الإسلام منزلة عالية وفضلا عظيما، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، وقد جاءت كثير من نصوص الوحي في الكتاب والسنة تحض على الأخلاق، ويمكنك مراجعة بعض هذه النصوص في الفتويين رقم: 54751، ورقم: 62751.
ولا يجوز إنكار ما حض عليه الشرع من الأخلاق، ولا نبذ الشرع واتباع العامة في مخالفته، كما قال الناظم:
فالعرف إن صادم أمر الباري وجب أن ينبذ بالبراري
إذ ليس بالمفيد جري العيد بخلف أمر المبدئ المعيد.
وهذه الأخلاق الإسلامية بعضها واجب ـ كالصدق والأمانة وبر الوالدين وصلة الرحم ـ ويخشى على منكرها الكفر، كما هو شأن منكر الواجبات الشرعية، فقد قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: لا خلاف بين المسلمين أن الرجل لو أظهر إنكار الواجبات الظاهرة المتواترة، والمحرمات الظاهرة المتواترة، ونحو ذلك، فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا قتل كافرا مرتدا. اهـ.
ولكن هذا القائل ربما كان يقصد أن عوائد أهل بلد ما قد تختلف عن بلد آخر، وإذا كان كذلك فلا حرج في العمل بعادة أهل البلد فيما لا يخالف الشرع، كما قدمنا في الفتوى رقم: 179961.
والله أعلم.