لا ينبغي على الزوج خذلان أصهاره في وقت أزماتهم

0 226

السؤال

أنا سورية متزوجة من سعودي أرمل، ولديه خمسة أولاد، ولم أقصر معهم طيلة خمس سنين من تدريس وطبخ وتلبية لطلباتهم وحل لمشاكلهم، واعتبرتهم عائلة لي، وكان زوجي يثني علي ويمدحني، والآن اكتشفت أنه كان يمدحني لكي يشجعني على السير بنفس الأسلوب، وأنا لا أتكلم وممتنة، ولا أتكلم من جرح عميق في قلبي، ولم أطلب الأجر إلا من الله، ولم أكن أعلم ما تخبئه لي الأيام، وشاء الله أن تشتعل الثورة في وطني الحبيب، ومن خوفي على أهلي طلبت من زوجي أن يرسل لهم للزيارة، وفعلا أرسل لهم ويوم مجيئهم وفي المطار اعتقلو أخي الصغير ـ الله يفرج عنه ـ وله أكثر من عشرة أشهر، وهو مظلوم، ورجع أبي وأختي، وأتت أمي بأخي الكبيرخوفا عليه، ولهم معي أكثرمن عشرة أشهر، وزوجي متضايق من مسألة أن أخي يدخن، وأمي وأخي مجبران، فليس باليد حيلة، وأمي تتقطع هنا، وأخي كذلك، ولا نحب أن نثقل على أحد، وأبي منذ أن تزوجت زارني هو وأختي مرة واحدة عشرين يوما، وأمي مرتين، ونحن موعودون بخروج قريب لأخي ـ بإذن الله ـ فطلبت من زوجي أن يرسل لهم قبل أن تغلق التأشيرة في رمضان، فرفض، وهو لم يقصر مع أمي وأخي في مأكل، أو مشرب، أو منام، أو ملبس، إلا أنه لا يحترمهم ويقول كلمته دون خجل منهم مهما كانت جارحة، طلبت منه أمي أن يرسل تأشيرة زيارة فرد بتعجرف: اذهبي إلى ابنتك في.. واحمدي ربك أنك آكلة وشاربة ونائمة، فلو أنك كنت في سوريا كنت ميتة منذ زمن، أشعر بالإهانة تقطعني، وأفكر في الطلاق، وعندما يهينني بكلامه أقول طلقني، فيقول والله لن أطلقك، بل أقهرك، فأقول له إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقررت أن أقطع علاقتي بأولاده، وأنا عصبية عند استفزازي، وولده الكبير يستفزني، أما البنات فإنهن محترمات، وعلاقتي بهن ممتازة، مع العلم أنه طيب ولا أعرف ماذا حصل له؟ وأحب دائما أن يكون زوجي في الصورة الحسنة، فماذا أفعل؟ وما حكم الطلاق؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلاقة بين الزوجين قائمة على العشرة بالمعروف وعلى الإحسان المتبادل، قال سبحانه: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}.

ولا ينبغي خذلان الزوج لأصهاره في وقت أزماتهم، وكذلك منه على الزوجة بما أسداه إليها من قبائح الأخلاق، ولا شك أن ذلك مما يجرح مشاعر الزوجة ويؤلم فؤادها، لكن ينبغي أن تعلمي أن كثيرا مما شكوته من زوجك ليس مما يجب عليه شرعا ولا يأثم في الإخلال به، فلا يجب على زوجك من حيث الأصل استضافة أهلك وإيواؤهم، وعليك بالصبر على ما يبدر من زوجك، فإن النصر مع الصبر، وادرئي إساءته بإحسان عشرته، فإن الإحسان يصير العدو وليا، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.

والتمسي أجر ذلك عند الله، فإنه إن لم يبادلك ذلك، فإن ثواب إحسانك لن يضيع عند الله سبحانه، وذكري زوجك بثواب الصدقة وتفريج كربة المسلم، فإن ذلك سيدفعه للإحسان إلى أهلك, كما أن الثناء عليه وشكره على ما قدمه يشجعه على المزيد، والطلاق أبغض الحلال إلى الله، وهو من أحب أفعال جند إبليس إليه، فننصحك بالإعراض عما يزينه الشيطان من الطلاق، وانظري للفائدة عن الأسباب التي تسوغ للزوجة طلب الطلاق الفتوى رقم: 37112

وأما أبناء زوجك: فلا تجب عليك صلتهم ولا خدمتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة