السؤال
خطبت من رجل متزوج، وزوجته كانت مبدئيا توافق على ذلك، لكنها بعد علمها بذلك رفضت وطلبت الطلاق، مع العلم أن بينهما طفلين دون سن ثلاث سنوات، وهو مصر على الزواج بثانية مخافة الفتنة، لأن عندها مشكلة، فهو غير مكتف بها مائة بالمائة، ونصحها بجميع الوسائل ـ فتاوى وآيات ـ لكنها تصر على الطلاق، لأنها حسب قولها لن تطيق ذلك، أرجو من فضيلتكم أن تكتبوا لها خطابا لإرشادها وحبذا لو تذكرون لها تبعات الطلاق على الأبناء من الناحية النفسية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يحق للمرأة طلب الطلاق لمجرد تزوج زوجها بأخرى، إلا إذا اشترطت عليه في العقد ألا يتزوج عليها، فلها شرطها، وانظري الفتوى رقم: 32542.
وعليه، فليس من حق تلك المرأة التطليق بسبب زواجه بأخرى، لكن إذا كانت لا تقدر على البقاء معه على تلك الحال، فلها أن تخالعه، ونصيحتنا لتلك المرأة أن تصبر وتحذر أن تحملها الغيرة على هدم بيتها، فإن الطلاق ليس بالأمر الهين، وإنما هو هدم للأسرة وحرمان للأولاد من النشأة السوية بين الأبوين، وفيه من الأضرار النفسية والاجتماعية للمرأة والأولاد ما لا يقاس بأضرار عيشها مع زوجها المتزوج بغيرها، وكثير من النساء اللاتي تطلقن بسبب زواج الزوج بأخرى ندمن على ذلك بعد أن عانين مرارة الطلاق، وبعضهن تزوجن برجل متزوج، ففرت إلى ما هربت منه وحرمت أولادها من الحياة بين أبويهم، فعليها أن تزن الأمور بميزان الشرع الحكيم والعقل السليم وتستعين بالله عز وجل وتكثر من ذكره ودعائه، فإنه قريب مجيب، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 55905.
والله أعلم.