عاشري أمك بالمعروف واصبري على أذاها

0 340

السؤال

أنا فتاة عمري 20 عاما، أصلي وأصوم وأفعل ما يأمرنا به ديننا الحنيف.
مشكلتي أنني دائمة المشاكل مع والدتي على أتفه الأسباب، وهي دائمة الدعاء علي في السراء والضراء، سواء كنت مع خلاف معها أم لا، بالرغم من أنني أحبها كثيرا جد أنا وإخوتي، ولكن ماذا أفعل حتى أرضيها، أو بمعنى أصح أبعد عن كل ما يثيرها مني؟
حاولت أكثر من مرة عدم التحدث إليها، ولكن ليس لي أية أصدقاء، وأعمل في مكتب سكرتيرة، وليس فيه أحد آخر، وأكون وحدي فيه أنا وجدران المكتب، وعندما أحاول التحدث إلى والدتي بأي شيء سواء كان سرا أم عاديا، فأنها عندما يحدث خلاف ما بيني وبينها تفشي سري، وتعايرني بما قلته لها، ودائما تقول لي: أنت ستتعبين في حيات
المهم هو أنني أعرف جيدا أنني عندما أغضبها أكون بذلك قد عققتها، سواء كنت مخطئة أم لا، ولكن بي عيب يمكن يكون هو السبب في هذه المشاكل، وهو أنني عصبية جدا جدا، وعندما أحاول أن أمسك نفسي عن أية كلمة تثيرني بها، أحاول البعد، ولكنها تزيد، رغم أنها تعرف أنني حساسة، ويمكن أن تجرحني كلمة واحدة في حقي دون سبب، وكل ما أرجوه منكم أن أعرف ماذا أفعل حتى لا يغضب الله مني. هل أخاصمها ولا اتكلم معها طوال الوقت، أم أحاول الصلح مرة أخرى بيني وبينها، رغم أن المحاولة تفشل في كل مرة؟ وهل أكون بذلك عاقة فعلا أستحق أن يغضب الله مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى الأخت السائلة أن تعلم أن حق الوالدين عظيم عند الله تعالى، فقد قرن الباري جل وعلا الأمر بعبادته وحده لا شريك له بالإحسان إليها، قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا {النساء:36}، وقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما {الإسراء:23}.

وحق الأم أكد في البر والإحسان، قال تعالى: حملته أمه وهنا على وهن {لقمان:14}، وقال تعالى: حملته أمه كرها ووضعته كرها{الأحقاف:15}.

وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحبتي، قال: أمك، قال ثم من، قال: أمك، قال ثم من، قال: أمك، قال ثم من: قال أبوك.

فعليك -أيتها السائلة الكريمة- أن تبتعدي عن العصبية التي قد تكون هي السبب الرئيس في هذا كله، وحاولي قدر استطاعتك أن تكوني بارة بأمك، هينة معها لينة الجانب في التعامل، فإن فعلت ذلك وابتعدت عن أي مثير قد يثيرها فلا يضرك شيء، ولا تكونين بذلك عاقة لأمك حيث إن من الأمهات من تغضب من غير سبب يغضبها، فأحسني أنت من جانبك.

والله نسأل أن يوفقك لما يرضيه عنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة