حكم المذي وذكر بعض القائلين بطهارته

0 232

السؤال

إذا كان المني طاهرا، والمذي من مكوناته، أليس المذي طاهر أيضا؟ من القائلون بطهارته؟
عمر قال: إن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل. فما الإسناد وهل هو حديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا السؤال يشتمل على شقين منفصلين:‏
أما الشق الأول ـ وهو ما يتعلق بنجاسة المذي، فقد نقل طوائف من أهل العلم الاتفاق على نجاسته، فانظرهم في الفتوى رقم: 184645 .

 لكن ‏نقل المرداوي الحنبلي في (الإنصاف) عن أحمد في نجاسته ثلاث روايات: النجاسة المطلقة، والعفو عن يسيره، والطهارة، واختاره أبو الخطاب ‏الكلوذاني، وابن رزين وأبو حفص البرمكي، وهذا لا ينفي وجوب النضح منها تعبدا كما اختاره البرمكي ونقله ابن رجب الحنبلي. والرواية ‏المعتمدة في مذهب أحمد النجاسة كما ذكره المرادوي في (الإنصاف )، بل ذكر أبو بكر الخلال أن قول أحمد استقر على أن المذي كالبول.‏
وأما الجواب عن شبهة كون المذي من مكونات المني، والمني طاهر، فيكون المذي طاهرا، فلا ملازمة بين ‏الأمرين؛ فإن الخمرة نجسة العين، لكنها إذا تحولت بنفسها فصارت خلا، طهرت عند جماهير الفقهاء، والآدمي ‏طاهر حيا وميتا، إلا أن دمه الذي منه غذاؤه ونماؤه، نجس اتفاقا، وللتوسع في جواب هذه الشبهة انظر الفتوى رقم: 153465 ففيها مزيد، ونقل مفيد من كلام ابن القيم ـ رحمة الله عليه.‏

وأما الشق الثاني من السؤال فهو عن خبر (عمل الليل والنهار).
أما متنه: فقد قال زبيد بن الحارث اليامي: لما حضرت أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ الوفاة أرسل إلى عمر ‏ـ رضي الله عنه ـ فقال: إني موصيك بوصية إن حفظتها: إن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار, وإن لله حقا ‏في النهار لا يقبله في الليل, وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة, وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم ‏القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا, وإنما ثقلت ‏موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه يوم القيامة ‏إلا الحق أن يكون ثقيلا ..."‏
وأما إسناده فقد جاء هذا الخبر من طريقين: طريق إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث.‏
والآخر من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن سباط مرسلا.‏
أما الطريق الأول فقد رواه ابن أبي شبية في مصنفه (34433)، وابن المبارك في الزهد (914)، وأبو داود ‏في الزهد (28)، ثلاثتهم عن عبد الله بن إدريس به. ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (37056) عن وكيع به. ورواه ‏هناد بن السري في الزهد (496) عن عبدة به.‏
وأما الطريق الآخر : فقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/36) بإسناده عن خلاد بن يحيى عن فرط بن ‏خليفة به. ورواه سعيد بن منصور في التفسير (942) عن يزيد بن هارون عن سعيد بن مرزبان به.‏
وأما سؤالك عن كونه حديثا أم لا؟ فإن كان المراد أنه من كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليس حديثا ‏بهذا المعنى، بل يقيد فيقال فيه:(حديث موقوف) أي أنه من كلام الصحابة رضوان الله عليهم. ‏ 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة