السؤال
لدي صديق أصيب بوسوسة جعلته يعتزل صلاة الجماعة، فلم يعد يصلي مع الجماعة منذ مدة طويلة، ويجد وسوسة في قراءة الفاتحة ويشعر أنه لا ينطق ببعض حروفها، ويقرؤها بصوت مرتفع ولا يستطيع قراءة الآيات بشكل طبيعي، ودائما يكرر: الحمدلله، الحمدلله الحمدلله... ربما عشر مرات، وكذلك: اهدنا الصراط المستقيم ـ يشعر أنه لا ينطق النون، وكذلك الراء في: الصراط ـ ويجد وسوسة في قراءة التشهد ـ
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في فتاوى كثيرة سابقة أن خير علاج لدفع الوساوس والتخلص منها بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها بالكلية وتجاهلها، واعتزال صاحبك صلاة الجماعة هو أحد النتائج السيئة للاسترسال مع وساوس الشيطان، فنصيحتنا له أن يحرك لسانه وشفتيه بالقراءة والتشهد وغيرهما من الأذكار، ثم يعرض عما يوسوس به الشيطان من أنه لم ينطق بالحرف على وجهه أو أنه لم يخرجه من مخرجه، قال ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان:
فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس ـ انتهى.
ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع والتشدق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين التاليتين: 51601، 125876.
والله أعلم.