السؤال
قد تكون الأرض نجسة، ويوضع عليها مكتب، وعلى المكتب مصحف، فما حكم ذلك؟ وما حكم وضع المصحف على مكتب أرجله عليها نجاسة ـ بسبب ما يسمى: تنظيفا ـ تستعمل فيه أدوات تمسح بها الحمامات والأراضي وغيرها، ولست أقدر على منع ذلك التنظيف بالكلية في البيت، علما بأنني أضع مفرشا طاهرا على المكتب وأضع عليه الكتب، لئلا يكون الكتاب موضوعا فوق ما عليه نجاسة، مع أن النجاسة عند أسفل المكتب وليست عند سطحه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما دام المكتب طاهرا، فلا حرج في وضع المصحف عليه ولو كانت الأرض التي تحت المكتب متنجسة، أو كانت أرجل المكتب متنجسة، والمهم أن يوضع المصحف على مكان طاهر.
ونحذرك أخي السائل من الاسترسال مع الوسوسة في أمور الطهارة، فإن سؤالك هذا مع بعض أسئلتك السابقة كلها توحي بأنك تعاني من الوسوسة في أمور الطهارة والنجاسة، فننصحك بتقوى الله تعالى والكف عن الاسترسال مع تلك الوساوس وقطع دابرها، فإنك إن لم تفعل فإنه يوشك أن تصل بك إلى حد يضيق به صدرك وتثقل عليك فيه العبادات، وربما وصل من استرسل مع الوسوسة إلى مصاف المجانين ـ عافانا الله وإياك من كل سوء ـ وانظر للأهمية الفتوى رقم: 138576، عن خطورة الاسترسال مع الوساوس وأنها تفسد على العبد دينه ودنياه, والفتوى رقم: 205513، في بيان أن الأصل في مواد التنظيف الطهارة لا النجاسة.
والله أعلم.