حول قضاء الأذكار وثواب قراءة الكتب الشرعية وتكرار ثواب قراءة القرآن لمن يكرره للحفظ

0 311

السؤال

ما حكم نسيان الذكر قبل العمل وتذكره بعده؟ فإذا ركبت السيارة ونسيت ذكر الركوب ثم تذكرته بعد فترة من القيادة وقلته, فهل ذلك صحيح؟ وهل قراءة الكتب الشرعية فيه أجر - ككتاب أحداث النهاية لمحمد حسان, وكتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار -؟ وعندما يردد الشخص آيات القران أكثر من مرة, وهو يقوم بحفظ القرآن, فهل يحصل له أجر أن بكل حرف حسنة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن من نسي الذكر المشروع في وقت معين له أن يأتي به عند ما يتذكره, قال النووي في الأذكار: ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عقيب صلاة أو حالة من الأحوال ـ ففاتته: أن يتداركها, ويأتي بها إذا تمكن منها, ولا يهملها؛ فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، وقد ثبت في صحيح مسلم, عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل. وانظر الفتوى: 141503, ولذلك فإن إتيانك بدعاء الركوب عندما تتذكره صحيح ولا حرج فيه.
وأما قراءة كتب الشريعة بنية التفقه في الدين وتعلم العلم فلا شك أن فيه خيرا كثيرا وأجرا عظيما؛ لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقوله صلى الله عليه وسلم: ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة. رواه مسلم.
وفي خصوص ترديد الآية أو تكرارها للحفظ أو الفهم فالمكرر للآية يعتبر قارئا عند كل تكرار, ومن ثم فالظاهر أن له عشر حسنات بكل حرف في كل مرة يكرر الآية أو السورة, كما جاء في الحديث المرفوع: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

قال المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: والحديث فيه التصريح بأن قارئ القرآن له بكل حرف منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

وما لم يوجد مخصص يخرج المكرر للآية عن عموم ما ورد من الأجر في الحديث الشريف فإنه باق على الأصل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة