حكم ترديد المثل الشعبي: الحظ لما يواتي يخلي الأعمى ساعاتي

0 224

السؤال

الساده العلماء الأفاضل: يرجى الإفادة عن مثل شعبي بالعامية المصرية: الحظ لما يواتي يخلي ـ يجعل ـ الأعمى سعاتي، فهل في قوله على سبيل المزاح خطأ؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأهل السنة يؤمنون أن كل شيء بقدر الله، وهذا المثل يتنافى ظاهره مع الإيمان بالقدر، إذ العبارة توهم أن الحظ قد يعطي العبد ـ دون القدر ـ لذا كان الواجب اجتنابها، لا سيما أن الأصل في العقيدة، سد ذرائع الشرك، واجتناب الشرك حتى في اللفظ، على أن الحظ قد يطلق ويراد به القدر، وهو إطلاق صحيح، كما قال الراغب في المفردات في غريب القرآن: الحظ النصيب المقدر، وكما قال تعالى: وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ـ فصلت.

ولكن لما كان إطلاق الكلمة يرجع في العرف الغالب للحظ دون القدر ـ لا سيما في المزاح المشار إليه ـ كان الواجب اجتناب هذا اللفظ الموهم، وراجع لمزيد فائدة الفتويين رقم: 9040، ورقم: 49332.

ولا يجوز المزاح بالمحرم، لعموم أدلة التحريم، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. رواه أبو داود، وحسنه الألباني.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات