حكم طاعة الوالد في تطليق الزوجة

0 495

السؤال

أنا شاب تزوجت قبل 3 أشهر، وبعد شهر ونصف من زواجي حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي، وصلت إلى أن قمنا بسب بعضنا البعض مثل إنك غير متربية، وغير قنوعة، وطماعة. وهي قالت لي بأني كاذب، وإنني لست برجل وما إلى ذلك دون شتم بعضنا، أو شتم أهلنا و الصراخ على بعضنا، ومن ثم قمنا بالتدافع على الهاتف، ووقعت على مرتبة السرير دون أن أقوم حتى بدفعها، وحصل لديها ألم وتشنج بالرقبة، فقمت بنقلها إلى المستشفى، ولكن الطبيب أخبرنا أنه لا يوجد شيء بالرقبة، وأخذ لها أكثر من صورة طبيقة، والحمد لله الأمور سليمة، وعدنا بعد ذلك إلى البيت.
بعد ذلك وفي نفس اليوم طلبت مني أن تذهب إلى بيت أهلها؛ لأنها متعبة، على أن أعود لكي آخذها بالليل. وبعد أن قمت بإرسالها والعودة إلى بيت أهلها لكي آخذها قالوا لي بأن زوجتي مريضة، ونائمة، وأنهم لن يرسلوها معي لأنني قمت بسبها، وضربها وما إلى ذلك. وطلبوا مني أن أحضر والدي لكي يتفاهم مع والدها، مع أنني قلت لهم بأنني لم أضربها، وأن دخول والدي في الموضوع سوف يعقد الأمر؛ ذلك لأن الأولى أن تكون هذه الخلافات بيني وبين زوجتي وليس من الضرورة إعلام أحد بها، ونحن قادرون على حلها وتجاوزها.
بعد ذلك ذهب والدي لكي يتحدث مع والدها، ولكنه قال لوالدي إنني ضربت ابنته، وأنه سوف يبقيها عندهم لمدة يومين لكي ترتاح، وقال له والدي بأن هذا لا يجوز، وأنه يجب أن تعود؛ لأن ابني لم يضربها، وتوقف الموضوع على ذلك.
انتظرت اليومين، وبعد ذلك حاولت الاتصال بزوجتي، لكي آخذها، ولكنها لم ترد على مكالماتي أو رسائلي لمدة تزيد عن 3 أسابيع، ولم يقم أحد من أهلها بمكالمتي، أو مكالمة والدي مع أنني حاولت جاهدا مكالمتها.
وبعد ذلك قام أخوها بالاتصال بصديقي وإبلاغه بالمشكلة، وقال له إن زوجتي لم تعد تريدني وأنها تريد الانفصال.
وقد قام أخي بالتواصل مع أخيها لكي يتأكد منه، وقد أبلغه بذلك، وبعد ذلك قمنا بإبلاغ والدي بهذا، ولكن حدث أن قام أخو زوجتي الآخر بالاتصال بي، وإخباري أنه يريد أن يلتقي بي، وأنه يريد مني أن ألتقي بزوجتي، ونناقش المشكلة. ولكني رفضت أن أقابلها في بيتهم، وقد قمت بالالتقاء معه فقط خارج البيت، وتحدثنا بالمشكلة، وقد أبلغته بضرورة الرد على والدي بما تريدون قبل أي شيء؛ لأنه لا يجوز ترك الموضوع يطول لمدة شهر دون أن تقوموا بالاتصال بنا، أو أن تقوم زوجتي بالرد على مكالماتي. وقال أنتم من يجب عليه الاتصال بنا، وأنهم قد أبلغوا زوجتي بعدم الرد على مكالماتي، وقد قلت له بأن هذا لا يجوز بالدين، وأنها تعتبر بذلك ناشزا. وبعد ذلك قام والدها بالاتصال بوالدي وأخبره بأنه يريد الالتقاء به، ولكن والدي رفض ذلك. وبعد ذلك بيوم قام والدي بالاتصال بوالدها، ولكن رد عليه خال زوجتي وقال له والدي إنه يريد التحدث مع والد زوجتي، ولكنه أجابه أنه يتحدث باسمه، وعندها قال له والدي بما أن ابنتكم لا تريد ابني فنحن نريد أن ننهي الموضوع ونطلقها، على أن تتنازل عن المؤخر، وعلى ذلك تم الاتفاق مع خالها. وبعد ذلك قمت بالاتصال بأخيها لكي نقوم بالإجراءات، وقال لي إنه يريد أن يجمعني مع زوجتي، ولكني رفضت ذلك. وبعد هذا قامت زوجتي بالاتصال بي، وقالت إنها لا تريد الطلاق وأنها تريد العودة إلى بيتي، وتحدثنا كثيرا في المشكلة، وقابلنا بعضنا خارج بيتهم أيضا وعاتبنا بعضنا البعض، وانتهينا بمحاولة إقناع والدينا بعودتنا إلى بعض، ونحن الآن لدينا مشكلة بأن والدي قد قال كلمته بضرورة أن أقوم بطلاقها بعد الذي حدث، وزوجتي تحاول جاهدة منذ أكثر من 10 أيام أن تعود، ولكن والدي يرفض ويلح علي بضرورة إنهاء الموضوع، مع أنني قد حاولت إدخال عمي شقيق والدي بالموضوع ولكنه رفض أيضا وقال لي بأن أسمع كلام والدي، وأن أطلقها، وأنا لا أعرف هل أقوم بسماع والدي وتطليقها؟ أم أحاول أن أعطي فرصة جديدة لها وأنهي المشكلة معها، مع العلم أنه وإلى الآن والدي غير راض برجوعها، ووالدها لا يريد القدوم لدينا والجلوس مع والدي للتحدث معه لإقناعه بذلك.
أفيدوني ماذا أفعل جزاكم الله خيرا، وأفيدوني بحكم زوجتي بالدين، والعمل الذي قامت به.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فامتناع الزوجة من الرجوع لبيت زوجها نشوز، إلا إذا كانت معذورة في ذلك كما لو كان زوجها يضربها ضربا مبرحا.

وعليه، فإن كان الحال كما ذكرت، فإن امتناع زوجتك عن الرجوع لبيتك غير جائز، لكن إذا كانت قد تركت النشوز وأرادت الرجوع لبيتك وتراضيتما على ذلك، فالذي ننصحك به أن ترجعها، ولا يلزمك أن تطيع والدك في طلاقها، فإن طاعة الوالد في طلاق الزوجة غير واجبة إلا أن يكون أمره بالطلاق لمسوغ وليس لمجرد خصومة ونحوها؛ وانظر الفتوى رقم: 3651
لكن عليك أن تسعى في إقناع والدك بالعدول عن الرغبة في التطليق، وتسلط عليه بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ممن لهم وجاهة عنده ليكلموه في ذلك حتى يكون راضيا عن إرجاعك لزوجتك، وعلى أية حال فإن عليك بره والإحسان إليه؛ فإن حقه عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة