السؤال
شيوخنا: كيف الرد على هذه الأدلة؟
السجود على التراب حق من القرآن، والسنة المثبتة.
أ) دليل القرآن: قال تعالى في سورة الفتح: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )
وبالطبع فإن لهذه الآية معاني ذات عمق، ومعاني ظاهرة. وكلا المعنيين يتشعب إلى تفاسير عظيمة، وأسرار كبيرة لن يراها إلا البصير الذي رحمه الله بالعلم النافع.
سأذكر واحدة ظاهرة لمن يقرأ بعقله وليس بحميته، وعناده، وانحيازه، وجهله !!...
اتركوا كل الشواذ من الأخلاق، واسألوا أنفسكم الفانية المحاسبة ما معنى هذه الآية:( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ).
فإذا بحثنا في أصل اللغة العربية التي هي لغة القرآن لوجدنا أن كلمة ( سيماهم تعني ما يدل عليهم، والأثر الظاهر للعين المجردة الذي يعرف صاحبه )
وحرف ( في ) ليس كحرف ( على )، فقوله سبحانه: ( في وجوههم؛ أي ما يظهر على وجوههم وتراه العين بشكل ظاهر وحرف ( في ) هو أكثر دقة ويدل على وجود الشيء بالفعل، ويؤكد عليه ما يليه من كلمة ( من أثر السجود ) ؛ فحرف ( من ) يعني هنا ( بسبب ) والأثر يدل على المسير، والأثر هو كذلك ما يظهر للعيان فتراه العين الناظرة المبصرة بكل وضوح وليس تشبيها، أو مجازا أو كناية عن الهالة الإيمانية، والخشوع والسكينة كما وصفها البعض !! ، فلو كانت تشبيها لقال سبحانه: ( على وجوههم ) أي ما يحيط بوجوههم ويعلوها ولو كان غير ظاهر، لكن الله قال: ( في وجوههم ) ثم أتبعها ( من أثر )....
كذلك قال سبحانه: ( تراهم ركعا سجدا )، فكلمة ( تراهم ) تدل قطعا على الرؤية الظاهرة بالعين المجردة، فالإنسان لا يملك الرؤية إلا بعينيه الظاهرتين، ولا يمكن رؤية الخشوع والسكينة بالعين الظاهرة، قد تشعر بها فهي من المشاعر والأحاسيس ولكنك لا تراها ظاهرا وإن كنا نقول إن هذا المؤمن يظهر (على) وجهه النور ولا نقول يظهر ( في ) وجهه النور؛ لأنه ليس إضاءة حقيقية وإنما يبدو لنا سماحة وجهه، ولا نرى النور فعلا .
وأتبعته كلمة السجود الدالة على السجود في حال الصلاة، وأكدتها ما ابتدأت به ( تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) وهذا للتأكيد والدلالة على أن الحالة هي حالة الصلاة.
ثم كانت الآية: ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ؛ لاحظ هنا أن الله ابتدأ الآية الأولى ب( تراهم ركعا سجدا .... ) هنا نجد الركوع والسجود قد ذكرهما الله معا في هذه الآية، هذا لأنه أراد التأكيد على موضع المقصود ومكانه وهو ( الصلاة ).
ولكن عند آية الأثر لاحظوا ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ولم يقل الركوع كذلك كما قاله في البداية، وهذا هو الدليل القطعي على أن المقصود هو السجود وما يتركه من أثر ظاهر في الوجه. لذا كيف يكون هناك أثر للسجود ( في الوجه ) إذا لم يكن أصل الأثر صلبا وخشنا، وليس ناعما ؟!
فإذا كانت السجادة التي هي من خيوط قماش، أو صوف، أو قطن أو حرير وهذا يؤكد ( نعومتها ) وأصل ذلك من حيوان، فكيف تترك أثرا ظاهرا في الوجه ؟!
وبالطبع أستثني الحصير الذي أصله من سعف، وخص، وأوراق الشجر أولحاؤها فأصل ذلك النبات، والنبات أصله التراب كذلك.
ب ) دليل الحديث: في كتب علماء السنة الثقات.