أنا طالب أنهيت الثانوية، وأريد أن أدرس علم الحديث والعقيدة، وأكون من العلماء، فهل يجب التخصص في علم واحد فقط؟ أم أنتظر انتهاء الجامعة؟ وكيف أبدأ؟ وبماذا؟ ومتى؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يشرح صدرك للعلم، وأن يجعلك من حملته، والعاملين به، ثم إن الأولى ـ أخي الكريم ـ أن تدرس جميع العلوم الشرعية، بحيث تأخذ قدرا من كل علم، بادئا بالأهم فالمهم ـ لا سيما أن في كثير من العلوم واجبات يجب على المكلف أن يعرفها ـ قبل أن يتخصص، وبعد ذلك يمكن أن تتخصص في الفن الذي يناسبك، بعد أخذك قدرا كافيا في سائر الفروع، ولا مانع من الجمع بين هذين العلمين الشريفين، لا سيما أنهما علمان محدودان في الجملة، بخلاف الفقه والتفسير، ونحوهما، فهما أوسع، وأما طريق البدء ومنهجيته: فتختلف باختلاف الأحوال، والأصل تلقي العلم على الأشياخ، وقد سبق أن ذكرنا  في الفتويين رقم: 51291، ورقم: 182031، منهجية دراسة الحديث.

وفي منهجية دراسة العقيدة الفتوى رقم: 105929، فراجعها.

ويمكن أن تستفيد من شروحات العلماء الصوتية للمتون العقدية، ويمكن تقسيمها إلى مراحل:

1ـ شروح العلامة العثيمين، والشيخ الفوزان.

2ـ شروح الشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ البراك، والشيخ عبد الكريم الخضير.

3ـ شروح الشيخ يوسف الغفيص.

ولا غنى لك عن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية أن تقرأها، وتستقرأ منهجيته العلمية والفكرية، وليس مجرد دراسة المسائل أو الاختيارات، ولا غنى لك عن دراسة كتب السلف، التي هي صمام الأمان عند أهل السنة والجماعة، مثل:

1ـ كتاب الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد بن حنبل.
2ـ رسالة أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل.
3ـ كتاب السنة للإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
4ـ الرد على الجهمية للإمام عثمان بن سعيد الدارمي.

5ـ رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.
6ـ كتاب السنة للإمام عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني.
7ـ كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة.
8ـ كتاب الشريعة للإمام محمد بن الحسين الآجري.
9ـ كتاب أصول السنة لأبي عبد الله محمد بن أبي زمنين المالكي.
10ـ كتاب الإيمان لابن منده.
11ـ كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم، للإمام هبة الله بن الحسن ابن منصور الطبري اللالكائي.
12ـ عقيدة السلف وأصحاب الحديث للحافظ الصابوني.
13ـ مختصر العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي، اختصره الألباني.

ويمكنك الانتفاع بالرسائل والأبحاث التي كتبها بعض المعاصرين من أهل السنة، لا سيما الرسائل الجامعية.

وأما هل تنتظر انتهاء الجامعه أم لا؟ فالجواب: أنه لا تعارض بين هذا النوع من الدراسة وبين مواصلة الدراسة في الجامعة، فاجمع بين هذا وذاك حسب وقتك وطاقتك دون التفريط في أي منهما، واحتسب أن تكون دراستك الجامعية عملا صالحا تنفع به المسلمين.

والله أعلم.