كيف يتصرف الزوج مع زوجته التي لا تطيعه وترفع صوتها عليه

0 231

السؤال

عمري 31 سنة، متزوج منذ ثلاثة أشهر من بنت خالي ، وعمرها 20 سنة، ومشكلتي معها أنها تكذب وترفع صوتها علي ولا تحسن التعامل معي، ولا تتقن أشغال البيت, وعندما فكرت في الزواج تركت الاختيار الأول لوالدتي، لكننا لم نوفق، وفي كل مرة كان والدي يحبذ فكرة ارتباطي ببنت خالي، أما والدتي: فكانت متخوفة من الارتباط بالعائلة، وفي الأخير استخرت الله ثم خطبت بنت خالي لأنها أعجبتني وكانت عفيفة ولا تخالط الذكور، وتحافظ على صلاتها وخصوصا الفجر، وعلاقتها جيدة مع الكل إلا مع والديها حيث كانت ترفع صوتها عليهما ولا تطيعهما، ومستواها التعليمي ابتدائي في حين أن مستواي التعليمي جامعي, وفي فترة الخطوبة التي دامت 6 أشهر كنت أداوم على صلاة الاستخارة وكنت أتواصل معها بواسطة رسائل الجوال، لأنها كانت انطوائية، واكتشفت في مرات أنها تكذب علي وأنها تخفي عني بعض الأمور رغم أننا اتفقنا على الصراحة، كما اكتشفت أنها عنيدة ولا تفعل إلا ما تريد, وفي كل مرة كنت أريد فسخ الخطوبة كان صديقي وكذلك الأسرة تقنعني أن هذه الأمور عادية، وأنها بعد الزواج سوف تتغير، لأنها صغيرة السن، وبعد الزواج اكتشفت في مرات عديدة أنها تكذب وترفع صوتها علي، وفي بعض الأحيان لا تحترمني، وفي كل مرة تعتذر وترجع لنفس الحالة, كما أنها كثيرة النسيان ولا تركز في أي شيء ولا تتقن أي شيء وعنيدة، وأنا مشهود لي بحسن الأخلاق والعديد من الفتيات يرغبن في، وآخر شخصية يمكن أن أعيش معها هي مثل شخصية زوجتي، فأنا أهتم بالتفاصيل وجدي وهي غير مبالية وغير مسؤولة ولا يعول عليها، ولا أنكر أنها تحترم والدي ولا تكلفني ماديا ولا تزعجني بالخروج ولكنني لا أحس بالراحة معها، وعانيت الأمرين معها لتتغير, كما أن والدتها كانت دائمة البكاء بسببها، وفي كل مرة تقول سوف يكون لديها أبناء، وأنها سوف تعاني معهم كذلك, نصحتها مرات عديدة لدرجة أنني لم أحس معها لا بطعم الخطوبة ولا الزواج، كما هجرتها عدة مرات بدون جدوى، فهي حمقاء وغير ناضجة ولا تستمع لنصائحي ولا نصائح عائلتي، ليس عن وعي، وكأنك تكلم طفلة، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزوجة مطالبة شرعا بأن تحسن عشرة زوجها، ويجب عليها أن تطيعه وتراعي قوامته عليها، فإن لم تفعل فهي ناشز، وعلاج النشوز قد بينه رب العزة في كتابه، ويمكن مطالعته بالفتوى رقم: 1103.

والهجر ليس الأسلوب الوحيد لعلاج النشوز، والطلاق لا ينبغي التعجل إليه حتى تستنفد ما قبله من الوسائل، وقد لا يكون الأفضل دائما، إذ قد يكون الصبر على الزوجة أولى مراعاة لمصالح معينة، فينبغي في هذه الحالة السعي في الإصلاح، وأما إذا كان إبقاء العصمة لا تتحقق معه مقاصد الزواج: فيكون الفراق حينئذ هو الأولى، قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة وضررا مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.

فينبغي إذن التريث وموازنة الأمور، ويمكن أيضا النظر في أمر الإبقاء عليها والزواج من أخرى إن كان الزوج قادرا على العدل، ومن أخطر ما ذكر في هذا السؤال عقوق هذه الفتاة لوالديها، فالواجب نصحها في ذلك وتذكيرها بالله تعالى وبعظيم حق الوالدين ووجوب برهما وعظيم خطر عقوقهما، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص المضمنة في الفتوى رقم: 17754.

وهذا العقوق قد يكون سببا في سوء خلقها، وتعكر الحياة الزوجية، فالمعاصي قد تكون من أسباب البلاء، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.

وإن كان هذا ليس بلازم، بل قد يكون الأمر مجرد ابتلاء.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى