السؤال
لي جارة لا تصلي فنصحتها بالصلاة فأبدت استعدادها وحبها لذلك ولكنها قالت إنها مصابة بجن - وأحسبها صادقة - فأهديتها قميصا للصلاة ووعدت بأن تصلي ، لكني في بعض الأحيان أشعر بأنها تكذب علي في شأن الصلاة فلا أدري هل أقطع علاقتي معها إذا اكتشفت حالتها أم أستمر في النصح والتذكير وإلى متى أرجو منكم جوابا شافيا مدعما بكلام العلماء والله يوفقكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم في فتاوى سابقة بيان حكم تارك الصلاة وعقوبته، فلتراجع الفتوى رقم:
6061.
وهذه المرأة تحتاج إلى النصح، وبيان أهمية الصلاة، وثمارها في الدنيا والآخرة، وقد تكون مصابة بالجن فعلا -كما قالت- فتحتاج إلى السعي في مداواتها، وذلك بالقراءة عليها ورقيتها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
وإذا تبين أنها غير مصابة بالمس، ولكنها تتكاسل عن الصلاة، فينبغي أن يتبع الأفضل في إصلاحها، فإن كان هجرها ومقاطعتها سيردعها عما هي عليه، وسيكون سببا في توبتها فينبغي أن تهجر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 23/ 252: ومن عرف منه التظاهر بترك الواجبات أو فعل المحرمات فإنه يستحق أن يهجر، ولا يسلم عليه تعزيرا له على ذلك حتى يتوب. انتهى
وإن كان الهجر لا يزيدها إلا سوءا فينبغي أن لا تهجر بل تواصل بالنصح والتذكير لعل الله أن يهديها، قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإن كانت المصلحة في ذلك أي في هجر العاصي -راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعا، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر.. بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر، والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين. انتهى كلامه رحمه الله من مجموع الفتاوى 28/206.
والله أعلم.