السؤال
أمي لا تحب بذر الخيار في الطعام, لكنني أرى أنه إهدار للنعمة, فأيهما أولى بر الوالدين أم المحافظة على النعمة؟ وهل يعد من إهدار النعمة تقشير التفاح والخيار ومثل ذلك؟
أمي لا تحب بذر الخيار في الطعام, لكنني أرى أنه إهدار للنعمة, فأيهما أولى بر الوالدين أم المحافظة على النعمة؟ وهل يعد من إهدار النعمة تقشير التفاح والخيار ومثل ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
خلاصة الفتوى: إهدار هذه النعم إنما يكون بامتهانها أو إتلافها حيث كانت صالحة للاستعمال غير ضارة بمن تصلح له.
فبذر الخيار وقشره وقشر التفاح هذه النعم ذات قيمة غذائية وطبية ـ ذكرها أهل الاختصاص كما في الموسوعة العربية العالمية والبرامج الفضائية الصحية ـ فهي جزء من الفاكهة التي أنعم الله بها على عباده, وأوجب عليهم شكرها, وحرم امتهانها وإهدارها عند إمكانية الانتفاع بها, فمن عظم الله بتعظيم نعمه لطف به وأكرمه.
وأدلة الكتاب والسنة متوافرة على تقرير مسئولية الإنسان عن دقائق النعم وتصرفاته فيها بأنواع من التوجيهات, وسنكتفي بذكر أرقام الفتاوى التي ذكرت الدليل وتقريره تحاشيا للإطالة والتكرار.
فمن الكتاب: الأمر بشكر النعم والنهي عن الإسراف انظر الفتوى: 60812, والتبذير في الفتوى: 25364, والسؤال عن النعيم في الفتوى:60812، وانظر معنى الإسراف والتبذير في الفتوى:12891.
ومن السنة الأمر بتناول اللقمة الساقطة وسلت القصعة في الفتوى:100336, ولعق الأصابع قبل غسلها بعد الأكل في الفتوى:93851, والنهي عن الإسراف في ماء النهر الجاري في الفتوى: 34213, والنهي عن إضاعة المال في الفتوى:50261, والسؤال فيم أنفق المرء ماله في الفتوى: 139362, والأمر بإكرام الخبز في الفتوى: 19105, والنهي عن الاستنجاء بالعظم في الفتوى: 104113.
ولكن مجرد استخراج بذر الخيار أو تقشيره أو التفاح لا يعد إهدارا للنعمة ولا امتهانا لها وإنما يكون بإتلافها أو تركها تفسد دون أن ينتفع بها من تصلح له إن كانت صالحة للانتفاع، وامتهانها يكون برميها في المزابل والبيارات وتنجيسها وإلقائها على الأرض ودوسها, وانظر في ذلك أيضا الفتوى: 19105.
ومن حق من يكرهها من أم أو غيرها أن لا توضع في طعامه, ولا يلزم من ذلك إهدار هذه النعمة, ولا عقوق الأم, فتجنب وضعها في طعام أمك, واستفد منها فيما تصلح له من وجوه الانتفاع الكثيرة.
والله أعلم.