هل يسوغ للخطيبة الدعاء على الخاطب إذا فسخ الخطبة

0 236

السؤال

أنا فتاة في بداية العشرينات، كنت مخطوبة بكتب كتاب شرعي، وطلب خاطبي الطلاق دون أن يوضح لي السبب وبشكل مفاجئ، وأشعر بسبب هذا بالظلم الشديد والضعف والإهانة، وأشعر أنه من حقي أن أعرف السبب مهما يكن، سألته لماذا؟ لكنه لم يجبني في حينها ولم يجب أهله أيضا حينما سألوه عن السبب، والجميع يقولون لي بأنه أنصفني، لأنه لم يستمر معي، ولم يطلب الطلاق بعد الزواج، وأنا طبعا أحمد ربي على ذلك، لكن طليقي لا يستحق الحمد على ذلك أبدا في رأيي، لأنه لو كان رجلا حقا لتفوه بالسبب، لا سيما أنني تنازلت كثيرا لأجله أثناء الخطوبة ولم أقدم له سوى السمع والطاعة فيما يرضي الله، وأنا غير قادرة على مسامحته وأدعو عليه دائما بقول: منك لله يا فلان وحسبي الله عليك، الله لا يسامحك، وذلك كله في قلبي أو أمام أسرتي، فيقولون لي بأنه تجدر بي مسامحته كي أرتاح نفسيا، لكنني لا أريد أن أتنازل عن حقي أمام الله وأريد أن أقف أمامه يوم القيامة وآخذ حقي منه، لأنه لم يجرحني ويكسر قلبي فحسب، بل وأهان كرامتي أيضا بفعله، لقد مضى على هذه القصة ما يقارب نصف عام وكل يوم أسأل نفسي لماذا؟ ولا أجد جوابا ولا راحة لقلبي، فهل تنصحوني من وجهة نظر إسلامية بمسامحته؟ وهل إذا سامحته ولم أعد أدعو سيحاسبه الله؟ أم أنني بمجرد مسامحته سيسقط حقي أمام الله؟ ادعوا الله لي أن يزيل عني الهموم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يزيل عن قلبك الهموم والغموم، وأن ينزل عليه برد السكينة والطمأنينة وأن يرزقك زوجا صالحا تسعدين به وترزقين منه ذرية صالحة تقر بها عينك، إن ربنا قريب مجيب، وإن من أعظم ما ينبغي أن تتسلي به: الصبر، وأن تتذكري قول الله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}.

فما يدريك؟ فلربما يكون الخير في عدم تمام زواجك من هذا الرجل، ونوصيك بالاجتهاد في نسيان الماضي والحرص على استشراف المستقبل، قال الله تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور {الحديد:23}.

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.

والطلاق وإن كان مباحا لأجل بعض المصالح إلا أنه يكره لغير حاجة، ومع هذا، فلو لم يكن للطلاق سبب لا يعتبر ظلما للزوجة، كما بيناه في الفتوى رقم: 191515.

فالدعاء عليه إذا ليس هنالك ما يسوغه شرعا، ولا ينبغي لك البحث عن السبب الذي من أجله طلقك زوجك، وقد لا يكون له سبب يمكنه قوله، وإنما حدث في قلبه شيء من النفور بسبب عين، أو سحر ونحو ذلك مما قد يقع أحيانا.

وخلاصة الأمر ما قدمناه من نسيان هذا الرجل وسؤال الله أن يزوجك من غيره من الصالحين، هذا مع العلم بأنه مباح شرعا للمرأة المسلمة البحث عن الأزواج وعرض نفسها على الصالحين في حدود الحشمة وأدب الشرع، وراجعي الفتوى رقم: 18430

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة