السؤال
لا أريد أن أطيل عليكم، ولكن هل يجوز الحلف على شيء حدث في الخيال كما لو قال: والله إني ذهبت عند فلان. وهو يقصد في نفسه أن هذا شيء حدث في خياله؟
أفيدوني وجزيتم خيرا.
لا أريد أن أطيل عليكم، ولكن هل يجوز الحلف على شيء حدث في الخيال كما لو قال: والله إني ذهبت عند فلان. وهو يقصد في نفسه أن هذا شيء حدث في خياله؟
أفيدوني وجزيتم خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مبنى الأيمان على نية الحالف، فإذا قال الحالف: ( والله إني ذهبت عند فلان ) وهو يقصد في نفسه أن هذا شيء حدث في خياله، وهو لم يذهب في الواقع فإنه لا يعد كاذبا، ويسمى صنيعه تورية، ويسمى بالمعاريض، وحقيقته: أن يكون اللفظ له معنيان: قريب وبعيد، ويقصد المتكلم المعنى البعيد.
قال ابن قدامة في المغني: مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له، فالموافق للظاهر أن ينوي باللفظ موضوعه الأصلي، مثل أن ينوي باللفظ العام العموم، وبالمطلق الإطلاق، وبسائر الألفاظ ما يتبادر إلى الأفهام منها، والمخالف يتنوع أنواعا ... منها: أن ينوي بيمينه غير ما يفهمه السامع منه، كما ذكرنا في المعاريض، في مسألة إذا تأول في يمينه فله تأويله. اهـ بتصرف .
والله أعلم.