روايات حديث: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي.. ومعناه

0 387

السؤال

ما المقصود بالحياة في قول: (اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي) ؟ وهل ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام هو قول: ما علمت أم ما كانت، أم إذا علمت ؟
جزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد ورد هذا الدعاء في حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي . رواه السبعة إلا أبا داود. وفي مسند أبي يعلى: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي.
وورد كذلك في حديث عمار- رضي الله عنه-، فقد روى الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة عن قيس بن عباد، قال: صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخفها، فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى، قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. هذا لفظ النسائي.
ولفظ أحمد: أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.
ولفظ ابن أبي شيبة: أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي.
فما سألت عنه من الألفاظ قد وردت في هذه الأحاديث، وإن اختلفت في موضعها وترتبيها، والأمر في ذلك واسع إن شاء الله.
وأما ما سألت عنه من معنى الحياة الواردة في الدعاء، فالسياق يدل دلالة واضحة على أن المقصود بالحياة الحياة الدنيا؛ فإنه صلى الله عليه وسلم نهاهم عن تمني الموت، ثم قابل بين أن يحييه وأن يتوفاه، وبين الحياة والوفاة.

وقد قال الحافظ العراقي- رحمه الله- في طرح التثريب في معنى هذا الحديث: إنما قيد هناك طلب الحياة بكونها خيرا له، وطلب الوفاة بكونها خيرا له فإنه قد يقدر له الحياة مع كون الخيرة في قرب وفاته؛ لما يكون في تلك الحياة من الفتنة. وقد يقدر له الوفاة مع كون الخيرة له في طلب الحياة؛ لما فيها من اكتساب الخيرات. وهذا مثل الاستخارة في الأمور المشتبهة. انتهى.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات