صاحب السلس ومسألة عدم لزوم إعادة الوضوء عند دخول وقت الصلاة

0 209

السؤال

منذ سنتين تقريبا أصبت بالغازات, وقد كنت أشعر بها بكثرة, وقد كنت أعيد وضوئي كثيرا بسبب ذلك؛ حتى أصابتني وسوسة, فقيل لي: إن هذا سلس ريح وقد كنت أشعر بصوت الريح حقيقة, وكان هذا يحصل لي في الصلاة وخارجها, ولا أكاد أصلي فريضة إلا أشعر بهذا, فأصبحت أصلي بدون إعادة وضوئي, ولكني - يا شيخ - لم أكن أعلم أنه كان علي أن أنتظر إلى وقت تنقطع فيه, إن كان لها وقت تنقطع فيه ويتسع لي الصلاة خلاله بطهارة صحيحة, ولست أذكر إن كان لها وقت تنقطع فيه, فقد مرت أكثر من سنة ونسيت, لكني أذكر أني كنت أشعر بها في كل صلاة تقريبا, فما حكم صلواتي؟ وأنا أذكر أني شرحت لكم وضعي, وأحلتموني إلى أسئلة تتعلق بأحكام دائم الحدث, لكني الآن تذكرت وصرت أشك في مسألة إن كان لها وقت تنقطع فيه, فلا أتذكر ذلك جيدا - غفر الله لي - وأذكر أني ذهبت مع أبي مرة إلى المسجد النبوي الشريف, وقد كان ذلك في تلك الفترة التي ذكرتها, وكنت متوضئة لصلاة العصر, وقد كنت أشعر بالغازات, فقلت في نفسي: بوسعي أن أؤدي صلاة المغرب بوضوء العصر؛ لأني سمعت شيخا في التلفاز يقول: إن صاحب السلس لا يعيد وضوءه إلا إذا ذهب لقضاء حاجته - أعزكم الله - ولكني ندمت بعد ذلك, وأعدت أداء تلك الفريضة - والحمد لله - لكني الآن صار عندي شك: هل أعدتها أم لا, فهل علي شيء؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فيبدو أن الأخت السائلة ما زالت على الحالة التي ذكرت في أسئلة سابقة أنها تعاني منها من شدة الوسوسة, وأنها لا تفرق بين الوهم والحقيقة, وتشك في كل العبادات, فما ذكرته من أنك أعدت أداء تلك الفريضة - المغرب - والآن صار عندك شك هل أعدتها أم لا؟ هذا هو عين الوسوسة, وأفضل علاج لك الإعراض عن هذا بالكلية, كما نصحناك سابقا.

وما دمت مصابة بالسلس ويأتيك في كل صلاة فإن صلواتك السابقة صحيحة, ولا تطالبين بإعادتها لمجرد أنك لا تعلمين هل كان ينقطع عنك مدة أم لا.

وما ذكرته من أن صاحب السلس لا يلزمه إعادة الوضوء عند دخول وقت الصلاة الأخرى ما لم ينتقض وضوؤه بحدث آخر غير سلسه، فهذا قال به بعض الفقهاء كما بيناه في الفتوى رقم: 150783 ولا حرج في العمل بهذا القول عند وجود مشقة.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة