السؤال
أشعر غالبا باحتقان البول في المثانة, وهذا يجعلني أدخل الخلاء كثيرا نوعا ما, وأحيانا أحبس البول, وقد يؤدي ذلك إلى خروج ودي قبل التبول, وقد أتحير هل هو ودي أم لا, فأحيانا أعمل أنه ودي, وأحيانا أنه إفرازات عادية, وقد أحبس البول أيضا عندما أكون خارج البيت ولا يوجد مكان ملائم لقضاء الحاجة, وبالأمس كنت خارج المنزل وصليت الظهر والعصر والمغرب بوضوء واحد, وشعرت عند صلاتي العصر والمغرب بخروج شيء, لكني لم أحاول أن أتأكد, وأنا أعلم أنه قد يكون وديا, لكن لم يكن هناك مكان ملائم؛ لذلك صليت على تلك الحالة, لكن بعد صلاة المغرب وجدت وديا, فهل علي قضاء ما صليته هذا اليوم - الظهر والعصر والمغرب -؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج الودي ناقض للوضوء بالإجماع, قال ابن قدامة: الخارج من السبيلين على ضربين: معتاد كالبول والغائط والمني والمذي والودي والريح، فهذا ينقض الوضوء إجماعا. اهـ.
والودي ماء ثخين أبيض يخرج في إثر البول أو عند حمل شيء ثقيل, وهو نجس, وناقض للضوء قياسا على البول والمذي.
قال ابن قدامة في الكافي: والودي: ماء أبيض يخرج عقيب البول، حكمه حكم البول لأنه في معناه. اهـ.
فالواجب فيه غسل محله بالماء وما أصابه من الملابس.
ثم أنت لست متيقنة أن الخارج منك قد خرج في صلاة العصر، وإن كنت قد شعرت بشيء؛ فإن هذا كثيرا ما يشعر به الإنسان فيكون عرقا أو وهما، وكذلك المغرب، فإن احتمل - ولو احتمالا ضعيفا - أن يكون الخارج خرج بعدها فإنها لا تبطل به.
قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: يلزمه إعادة كل صلاة صلاها لا يحتمل حدوث المني بعدها، ويستحب أن يعيد كل صلاة يجوز أن المني كان موجودا فيها. اهـ
ولا فرق فيما ذكر بين المني وبين غيره؛ إذ المدار على أن الشخص قد صلى مع وجود حدث مشكوك فيه.
فالظاهر مما ذكرت أن ليس عليك إعادة شيء من تلك الصلوات؛ إذ الأصل أنه لم يخرج فيها شيء، ولا قبلها.
والله أعلم.