تغيير المنكر واجب حسب الاستطاعة

0 188

السؤال

أنا فتاة أعاني من الوسواس، عندما أذهب إلى الأسواق، أو إلى أقاربي، أو إلى الأفراح، أو أماكن فيها غيبة، أو عند أناس لا يتكلمون إلا عن الدنيا وما فيها من أموال، أو عن جمال الفتيات المتبرجات أتأثر بسرعة، وأعاني من الخجل ولا أستطيع أن أنصحهم، وأحاول أن أنكر بقلبي هذا، ولكني لا أستطيع في بعض المعاصي، فأرى أنها ربما كانت غيبة وأنا رضيت بها، مع أني لست متأكدة من أنها غيبة. وفي أماكن الفتنة يهون علي أمر العباءات المزركشة، ولا أستطيع إنكار المنكر بقلبي في كل مرة أذهب إليها، لقد تعبت من هذا وأحس بالضيق عندما أرجع إلى البيت، وكنت أحس أنني أتوب توبة مؤقتة.
فما حكم هذا. وهل يجب علي أن أزور رحمي مع ما أتأثر به ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فتغيير المنكر واجب حسب الاستطاعة، بشروط وضوابط بيناها في الفتوى رقم: 124424.
فإذا وجدت منكرا ظاهرا وجب عليك إنكاره حسب استطاعتك، أما الأمور التي اختلف أهل العلم في تحريمها خلافا سائغا فلا يجب إنكارها؛ ولمعرفة حدود الغيبة المحرمة راجعي الفتوى رقم : 18728 وما أحيل عليه فيها من فتاوى.
واعلمي أن صلة الرحم واجبة، فاحرصي على صلة أرحامك من غير أن تعرضي نفسك لفتنة، أو تقعي في محرم، فالشرع لم يحدد لصلة الرحم طرقا معينة، أو قدرا محددا وإنما المرجع في ذلك إلى العرف واختلاف الظروف، فتحصل الصلة بالزيارة، والاتصال، والمراسلة، والسلام وكل ما يعده العرف صلة.

قال القاضي عياضوللصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله لا يسمى واصلا. نقله العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
وننصحك بالإعراض عن الوساوس والحذر من الاسترسال معها؛ فإن عواقبها وخيمة، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة