0 316

السؤال

أود معرفة شرح هذا الحديث الذي رواه البخاري في كتاب الطلاق: عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلت مغافير؟ فإنه سيقول ذلك لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت له يا صفية ذلك، قالت تقول سودة: والله ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقا منك، فلما دنا منها قالت له: سودة يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال: لا، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: سقتني حفصة شربة عسل، قالت: جرست نحله العرفط، فلما دار إلي قلت نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي فيه، قالت تقول سودة: والله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه بعض معاني المفردات التي وردت في الحديث:

عكة: قربة صغيرة.

فرقا: خوفا.

مغافير: جمع مغفور وهو صمغ حلو له رائحة كريهة.

العرفط: الشجر الذي صمغه مغافير.

جرست نحله العرفط: رعت نحل هذا العسل الشجر المعروف بالعرفط.

ومعنى الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على زوجاته بالنهار ثم يبيت عند صاحبة النوبة، فلاحظت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه يتأخر عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أكثر من غيرها، فسـألت عن السبب فعلمت أن عندها عسلا تسقي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يحبه، فتحركت الغيرة في نفس أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفكرت في حيلة لتصرفه عن شرب العسل عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها فلا يتأخر عندها، فاتفقت مع أم المؤمنين سودة وصفية ـ رضي الله عنهما ـ على أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يأتي إلى كل واحدة منهن ويقترب منها فإنها تسأله هل أكل من الصمغ ذي الرائحة غير الطيبة؟ حتى يظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العسل الذي عند حفصة رائحته غير طيبة، وحينها سيمتنع من الشرب منه ولا يتأخر عندها لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على طيب ريح فمه، فلما فعلن ذلك دخل صلى الله عليه وسلم على حفصة وأرادت أن تسقيه العسل رفض أن يشرب منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات