السؤال
أصبت بشلل كلي قبل سنوات, وقد رد الله إلي الكثير من قوتي وصحتي ـ ولله الحمد ـ إلا أنني لا زلت أعاني من مشكلة المحافظة على الوضوء, وهذه المشكلة تشتد إذا كنت خائفا أن يأتيني الغائط أو البول وأنا في المسجد؛ لذا قررت أن لا أذهب إلى المسجد حتى يرزقني الله الشفاء؛ لكي لا ألحق أذى بالمسجد وإخواني المسلمين، فهل قراري صائب من الناحية الشرعية؟ وهل خوفي من الأذى يوافق الرخصة التي تمنح لآكل الثوم كي يجتنب المسجد؟ وهل ينطبق على حالتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته"؟
جزاكم الله خيرا لإجابتكم، ولا تنسونا من الدعاء أن يرزقني الله نعمة قدرة الذهاب إلى بيت الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك تمام العافية والشفاء مما تعانيه من مشاكل صحية, كما نرجو الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
ثم إذا كان ما تشعر به مجرد خوف ووسوسة, فلا يشرع لك التخلف عن المسجد إذا كنت تقدر على الوصول إليه.
وإذا تحققت أو غلب على ظنك نزول بعض البول, أو الغائط على فراش المسجد مثلا, فإنه يرخص لك في التخلف عن المسجد, بل يحرم عليك دخوله, فتكون حينئذ في حكم من له رائحة كريهة - كالثوم - قال النووي - رحمه الله -: فأما من على بدنه نجاسة, أو به جرح, فإن خاف تلويث المسجد حرم عليه دخوله. انتهى, وراجع المزيد في الفتوى: رقم: 175167.
واعلم أنك تثاب ويكتب لك أجر حضور الجماعة، إذا علم الله منك الصدق والحرص على حضورها، وأنه لم يمنعك من ذلك إلا كراهة أذية المسلمين, وتلويث المسجد, قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -: المعذور يكتب له أجر الجماعة كاملا إذا كان من عادته أن يصلي مع الجماعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما. انتهى.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته. فإنه لا ينطبق على حالتك؛ لأن حالتك إما أن يخشى منها تلويث المسجد فتكون ممنوعا من دخوله، وإما أن لا يخشى منها ذلك فلا يكون لك رخصة في التخلف عنه.
والله أعلم.