السؤال
نعيش في كندا, وإحدى الزميلات غير المسلمات المهتمات بالإسلام تسأل: ما الحكمة من تحريم مجالسة شارب الخمر, وعدم تحريم الجلوس مع آكل الخنزير؟ جزاكم الله خيرا عنا.
نعيش في كندا, وإحدى الزميلات غير المسلمات المهتمات بالإسلام تسأل: ما الحكمة من تحريم مجالسة شارب الخمر, وعدم تحريم الجلوس مع آكل الخنزير؟ جزاكم الله خيرا عنا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا فرق شرعا في الحكم بين مجالسة صاحب معصية وصاحب معصية أخرى، فكما أنه يحرم الجلوس على مائدة يدار فيها الخمر، يحرم كذلك الجلوس على مائدة يؤكل فيها لحم الخنزير, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة, كما في الحديث أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر". انتهى.
فالمعنى العام هو أنه لا تجوز مجالسة صاحب أي معصية, أو الحضور في مكان فيه منكر, إلا إذا كان ذلك بقصد الإنكار, كما بينا في الفتوى رقم: 18355.
ومن أهم مقاصد هذا التشريع صيانة المسلم من الانحراف، فإن الجليس يتأثر بجلسائه سلبا أو إيجابا؛ ولذلك حث الإسلام على مجالسة الأخيار, واجتناب الأشرار, كما في حديث الجليس الصالح والجليس السوء، وقد ضمناه الفتوى رقم: 24857.
وننبه بهذه المناسبة إلى دعوة هذه المرأة للإسلام, وبيان الحق لها, وترغيبها فيه من خلال بيان محاسن الإسلام, ويمكن الاستعانة بالفتاوى: 19694 - 21599 - 54711 - 168407.
ومن تسبب في هداية أحد إلى الإسلام كان له الأجر العظيم، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي - رضي الله عنه - حين بعثه إلى خيبر: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم. ومعنى حمر النعم: الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء, وأنه ليس هناك أعظم منه، وقد نص على هذا المعنى النووي في شرحه لهذا الحديث.
والله أعلم.