السؤال
أنا طالبة، وفي بعض الأوقات أدرس عند الساعة 12:30 بعد الزوال، وهذا يعتبر التوقيت الأول للظهر، لكن الأذان قرب مقر إقامتنا يكون متأخرا، فماذا أفعل؟ وهل أصلي في الوقت الأول والأذان لم يحن بعد، علما بأنني أكمل الدراسة بعد العصر؟.
أنا طالبة، وفي بعض الأوقات أدرس عند الساعة 12:30 بعد الزوال، وهذا يعتبر التوقيت الأول للظهر، لكن الأذان قرب مقر إقامتنا يكون متأخرا، فماذا أفعل؟ وهل أصلي في الوقت الأول والأذان لم يحن بعد، علما بأنني أكمل الدراسة بعد العصر؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالشرط في صحة الصلاة هو دخول الوقت وليس الأذان، فإذا تحققت من دخول الوقت أو غلب على ظنك جاز لك أن تصلي الظهر ولو لم يؤذن المؤذن, وإلا لم تصح الصلاة قبل دخول وقتها, وفي هذه الحال إذا دخلت إلى قاعة الدرس قبل أن تتمكني من أداء صلاة الظهر وعلمت أن الدرس سيستمر إلى وقت العصر فلتستأذني أثناء الدرس بعد دخول وقت الظهر لأداء الصلاة، فإن علمت أنهم سيمنعونك فلا حرج عليك في أن تنوي جمع الظهر مع العصر جمع تأخير وتصليها بعد الانتهاء من الدرس، فتصلي الظهر أولا ثم العصر, وقد أجزنا سابقا لمن كان في مثل هذه الحال أن يجمع بين الظهر والعصر تأخيرا، كما في الفتوى رقم: 47570.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: في بلاد الكفر يكون وقت الدراسة في وقت الصلاة يشق على الطالب أن يذهب ليصلي وربما لا يرخص له فمثل هذا يجوز له الجمع على أن هؤلاء الذين يدرسون لهم الجمع من وجهين:
الوجه الأول: أنهم مسافرون يترخصون برخص السفر.
والوجه الثاني: أن يشق عليهم مغادرة القاعة من أجل الصلاة، والضابط في الجمع أن كلما شق على الإنسان أن يصلي كل لصلاة لوقتها جاز له الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، لعموم قول الله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ـ وقوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج ـ وقوله تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ـ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت بالحنيفية السمحة ـ وقوله: إنما بعثتم ميسرين ـ وقوله: إن هذا الدين يسر ـ والنصوص في هذا كثيرة ولله الحمد أن الأمر سهل ميسر. اهـ.
ولكن ما ذكرناه من رخصة الجمع لا يتخذ عادة.
والله أعلم.