دراسة الفلسفة المسيحية وفلسفة الشك

0 188

السؤال

أنا فتاة ملتزمة - ولله الحمد - وعمري 19 سنة, وأدرس في معهد ثانوي بتونس, في الصف الرابع شعبة آداب, وهنا تكمن المشكلة, فأنا أدرس مادة الفلسفة, وهي من المواد الأساسية, ويعلموننا - ولا حول ولا قوة إلا بالله - الفلسفة المسيحية عامة, وفلسفة الشك خاصة, ويقوم هذا الاعتقاد على الشك في وجود الله أولا - سبحان الله عما يشركون - وفي البعث, والنشور, والحساب, وهذا ما يعلمنا إياه أستاذنا, وأنا أشعر حقيقة بضيق وضنك عندما أخرج من تلك المادة, كما أنه يستهزئ بالدين, وبآيات الله سبحانه, قال: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:  

فالسؤال لم يصل إلينا كاملا، وعموما نقول: إن دراسة الفلسفة المذكورة, وأمثالها, لا تجوز, إلا أن يكون الغرض من دراستها هو بيان باطلها, وضلال أصحابها، بشرط أن يكون الدارس لها قد تمكن من العلوم الشرعية, بحيث يكون قادرا على دفع ما يرد عليه من شبهات من جراء تلك الدراسة، وانظري الفتويين التاليتين: 127345، 132439.

فعليك أن تتركي دراسة هذه المادة, وتبتعدي عن مجالسة أصحابها، وتفري من السموم التي ينفثونها، قال الله تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا {النساء:140}، وقال تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين {الأنعام:68}.

هذا هو الأصل, لكن إن كان تركك لدراسة هذه المادة سيترتب عليه طردك من المعهد، وكنت مضطرة لهذه الدراسة, فنرجو ألا حرج عليك في حضور هذه المادة، ولا تتعمقي في دراستها, واكتفي بالقدر الذي يخطيك مرحلة الرسوب فيها، مع الاجتهاد في الاستزادة من العلم الشرعي, والعلوم النافعة الأخرى.

ونوصيك بصحبة الصالحات, وحضور مجالس الخير, والدعوة إلى الله تعالى؛ حتى تحصني نفسك من سموم تلك الفلسفات، ولا تغفلي دعاء الله تعالى أن يحفظ عليك دينك, وألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وينبغي لك أن تنصحي زميلاتك, وتحذريهن من هذا الباطل, وتبيني لهن فساده وخطره ما أمكنك ذلك، مع الاجتهاد في إنكار المنكر على هذا المدرس بالوسائل الممكنة, كرفع أمره لمن يمكنه ردعه, أو غير ذلك, ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة