السؤال
أنا خاطب فتاة ملتزمة - ولا نزكي على الله أحدا - وقد اتفقنا على أن يكون العقد الشرعي مع البناء - إن شاء الله - وخطيبتي ترغب في إقامة حفل للخطبة, غير مختلط, لكنها ترغب باستدعاء كل الأقارب والأصدقاء, وأنا حقيقة لا أرغب في ذلك, خاصة أن بين حفل الخطبة والبناء فترة من الزمن - ستة أشهر تقريبا - ونحن أجنبيان, والفرحة الحقيقية تكون ليلة البناء, وعند الاحتفال بالخطبة في بلدنا يجتمع أهل العروس ببيت العروس, وتقع منكرات عديدة - من تبرج, واختلاط, وترك صلوات - ثم يذهبون لبيت المرأة, وأنا اقترحت عليها إقامة حفل مصغر, للأقارب المقربين - من عمات وخالات – ودعوة بقية العائلة تكون في البناء؛ تقليلا للمنكرات, فما نصيحتكم لي؟ وهل نقيم الحفل كما ترغب هي أم نقتصر على الأقارب المقربين تجنبا للمنكرات والتبذير - بارك الله في علمكم -؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن إقامة حفل للخطبة أمر لا حرج فيه, بشرط ألا يكون فيه اختلاط بين الرجال والنساء على وجه محرم, أو شيء من المعازف والغناء المحرم, ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 36873.
فإن كان الحفل الذي يريد أهل خطيبتك إقامته ليس فيه شيء من مثل هذه المنكرات: فلا ينبغي أن تحول بينهم وبين إقامته، فلهم أن يحتفلوا بخطبة ابنتهم في غير إسراف, أو مخيلة, ويمكن استغلال مثل هذا الجمع في الدعوة إلى الله, وإقامة محاضرة يقدم فيها للناس ما يفيدهم في أمر دينهم, كما يفعل في بعض البلدان، فيبين أدب الشرع في إقامة الأفراح، ومدى مراعاة الدين للوسطية والاعتدال في هذا السبيل, وأنه لا إفراط ولا تفريط, ونحسب أن الأمر في شأن هذا الحفل هين, ونسأل الله أن يتم لكم هذا الزواج على خير، وأن يسعد كلا منكما بالآخر، وأن يجعل بيتكم بيت علم وتقوى وصلاح.
والله أعلم.